نتنياهو يرفض بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة ويقر باستخدام التجويع للضغط على حماس
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، رفضه بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة، كما أقرّ باستخدام تجويع أكثر من مليونَي فلسطيني في القطاع للضغط على الحركة.
وقال نتنياهو في كلمة خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته: "أجريت مساء السبت جلسة أمنية بمشاركة وزير الدفاع (يسرائيل كاتس) ورؤساء الكتل البرلمانية (للأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي) وكبار المسؤولين الأمنيين وفريق التفاوض". وأضاف: "في نهاية النقاش قررنا الخطوات التالية: تتبنى إسرائيل المخطط الذي اقترحه مبعوث الرئيس ترمب ستيف ويتكوف، لوقف إطلاق النار المؤقت خلال فترة رمضان وعيد الفصح. نحن ننسق بشكل كامل مع الرئيس (دونالد) ترمب ورجاله".
وحسب نتنياهو فإن ويتكوف اقترح خطته لتمديد وقف إطلاق النار "بعد أن وجد أنه في هذه المرحلة لم يكن هناك أي احتمال للتقريب بين موقفَي إسرائيل وحماس في ما يتصل بالمرحلة الثانية، وأن الأمر يتطلب وقتاً إضافياً حتى تتمكن المحادثات من التوصل إلى اتفاق محتمل، بل إنه وصف مقترحه بأنه بمثابة ممرّ للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية. إسرائيل مستعدة لذلك".
وأقر نتنياهو في كلمته باستخدام تجويع أكثر من مليونَي فلسطيني في قطاع غزة للضغط على حماس، قائلاً: "أريد أن أوضح أمراً آخر: لن تكون هناك وجبات مجانية". وتابع: "إذا كانت حماس تعتقد أنه سيكون من الممكن مواصلة وقف إطلاق النار، أو التمتع بشروط المرحلة الأولى، من دون أن نحصل على المختطفين، فإنها مخطئة بشكل خطير"، وذلك في تعليقه على قرار حكومته وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأردف أنه بحسب المعلومات المتوفرة في إسرائيل، تحتجز حماس حالياً 59 أسيراً إسرائيلياً، ما يصل إلى 24 منهم على قيد الحياة وما لا يقل عن 35 قتيلاً.
وتابع: "لن نتخلى عن أي منهم، ونحن عازمون على إعادتهم جميعاً إلى ديارهم". ولفت نتنياهو إلى أنه "وفقاً لاقتراح ويتكوف، سيُطلَق سراح نصف المختطفين دفعة واحدة في اليوم الأول من مخططه. وفي نهاية الخطة -إذا جرى التوصل إلى تفاهم- سيُطلَق سراح المختطفين المتبقين دفعة واحدة أيضاً".
وأضاف: "ووفقاً للاتفاق الأصلي، يمكن لإسرائيل العودة إلى القتال بعد اليوم الثاني والأربعين إذا رأت أن المفاوضات غير فعالة. وقد دُعِم هذا البند برسالة جانبية من الإدارة الأمريكية السابقة، وحصل أيضاً على دعم وتأييد إدارة ترمب".
واستدرك نتنياهو: "لكن على الرغم من ذلك، وافقنا على مخطط ويتكوف، لأننا ملتزمون إعادة مختطفينا". وزعم أنه "في حين وافقت إسرائيل على مخطط ويتكوف، فإن حماس تمسكت حتى الآن برفضها، فهي لم توافق على المخطط. وإذا غيّرت حماس موقفها فإن إسرائيل ستدخل على الفور في مفاوضات لتنفيذ المخطط".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "مع اكتمال المرحلة الأولى، وفي ضوء رفض حماس لخطة ويتكوف، قررنا في مناقشة عقدناها الليلة الماضية أنه ابتداء من صباح اليوم (الأحد) سيُمنع دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة". وزعم أن حماس "تسيطر حالياً على كل الإمدادات والبضائع المرسلة إلى قطاع غزة”.
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي هدد بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها حال الذهاب للمرحلة الثانية من الصفقة وعدم استئناف الحرب.
وترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
وليلة السبت/الأحد، قال مكتب نتنياهو إن "إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لخطة اقترحها ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان)"، فيما لم يصدر بعدُ عن ويتكوف أي إعلان رسمي عن خطة كهذه. وبحسب البيان الإسرائيلي، سيُطلَق بموجب الخطة سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، الأحياء والأموات، في اليوم الأول من الهدنة المقترحة.
وأضاف البيان: "وفي حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار يجري الإفراج عن النصف الثاني من المحتجزين في غزة".
وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسمياً، التي استغرقت 42 يوماً، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل، تستمر كل منها 42 يوماً، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة. وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة في غزة، خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.