انتهاء البحث عن جثث أسرى إسرائيليين شرق غزة من دون نتائج وسط تفاقم الكارثة الإنسانية بين الفلسطينيين

انتهت عمليات البحث والحفر مساء الأحد، عن جثث أسرى إسرائيليين في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، من دون العثور على أي من الجثامين، تزامناً مع تفاقم الكارثة الإنسانية بين صفوف النازحين والفلسطينيين جراء المنخفض الجوي وأجواء الشتاء.

By
مركبات الصليب الأحمر تغادر قطاع غزة

وجاء استئناف العملية صباح الأحد بعد توقفٍ استمر يومين بسبب المنخفض الجوي، وذلك ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وسط دمار واسع نتيجة الغارات الإسرائيلية.

وتشترط إسرائيل تسلم بقية الرفات قبل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق، بينما تؤكد حماس أن عمليات البحث معقدة وتحتاج وقتاً نظراً لحجم الدمار.

وفي المقابل، يشير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى وجود نحو 9500 فلسطيني مفقود تحت الأنقاض منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 69 ألفاً و483 شهيداً و170 ألفاً و706 مصابين، عقب اعتماد بيانات جديدة لـ279 شهيداً.

وأوضحت الوزارة أن 17 شهيداً وصلوا المستشفيات خلال الـ72 ساعة الماضية، بينهم من انتُشل من تحت الأنقاض، في وقت تُسجل فيه عشرات الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف النار، بما في ذلك إطلاق النار على مدنيين غرب "الخط الأصفر" الذي يفصل مناطق سيطرة الجيش عن المناطق المسموح للفلسطينيين بالحركة فيها.

ووفق إحصاءات رسمية، قتلت إسرائيل منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 266 فلسطينياً، وأصابت 635 آخرين في خروقات متواصلة للاتفاق.

وتحذّر جهات حكومية من وجود مزيد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة، حيث تمنع إسرائيل إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض، رغم سماحها سابقاً بإدخال آليات لانتشال جثامين أسراها.

وتشير التقديرات الحكومية إلى أن مئات الآليات ما تزال ممنوعة من الدخول، ما يعطل انتشال آلاف الجثامين، ويزيد من أعداد المفقودين.

وفي جانب آخر من المشهد الإنساني المتدهور، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة أن عشرات الخيام التي تؤوي نازحين في منطقة المواصي بخان يونس غرقت جراء المنخفض الجوي المستمر منذ ثلاثة أيام.

وتسبب المنخفض في غرق وتطاير آلاف الخيام المنتشرة في مناطق الإيواء، ما اضطر كثيرين إلى اللجوء إلى مبانٍ مدمرة تفتقر إلى الحد الأدنى من الأمان.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن مدينة غزة تغرق تحت الأمطار في ظل تدمير واسع للبنية التحتية، محذراً من "كارثة أكبر" في حال تعرض المنطقة لمنخفض قطبي. وأضاف أن آلاف الخيام تضررت أو تلفت، وأن الأوضاع الإنسانية تتدهور مع استمرار الحصار.

ويقدّر المكتب الإعلامي الحكومي عدد النازحين بنحو 1.5 مليون فلسطيني يعيش معظمهم في خيام غير صالحة للإقامة، إذ تشير التقديرات إلى أن 93% من الخيام باتت تالفة، في وقت دمرت فيه إسرائيل خلال العامين الماضيين 90% من البنى التحتية المدنية بخسائر أولية تقارب 70 مليار دولار.

كما ترفض إسرائيل إدخال بدائل إيواء رغم نص اتفاق وقف إطلاق النار على ذلك، بينما تستمر خروقها اليومية للاتفاق، مخلفةً قتلى وجرحى بشكل متواصل.