الاحتلال يتوغل برياً بغزة من 3 محاور.. وتحذيرات أممية من نقص المساعدات وتدهور الوضع الصحي

مع استئنافه حرب الإبادة على الفلسطينيين منذ الثلاثاء، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله في ثلاثة محاور بقطاع غزة كل منها يحمل أهمية ميدانية، دون تسجيل اشتباكات حتى اللحظة مع الفصائل الفلسطينية، وسط تحذيرات أممية من نقص المساعدات وتدهور الوضع الصحي.

الاحتلال يحظر تنقل الفلسطينيين شمال غزة / AA

وحسب شهود عيان ومصادر محلية وبيانات، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور نتساريم (وسط) وصولاً إلى شارع "صلاح الدين" الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه، إضافة لمنطقة مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوبي القطاع، وشمال غربي بلدة بيت لاهيا (شمال).

وتقدمت قوات الاحتلال داخل محور نتساريم من الجهة الشرقية وصولاً إلى "شارع صلاح الدين".

ولم يوسع جيش الاحتلال توغله بمحور نتساريم وصولاً إلى الجهة الغربية، لكنه يطلق النار على كل من يحاول الانتقال عبر "شارع الرشيد" الساحلي، ليعود بذلك إلى فصل شمال القطاع عن الوسط والجنوب.

وبالتزامن مع العملية البرية وسط القطاع، كان الاحتلال يحرك قواته المتمركزة في محور فيلادلفيا، وقال إنه بدأ عملية برية بمدينة رفح.

وقال إن قواته دخلت إلى حي الشابورة في المدينة، القريب من محور فيلادلفيا، ودمرت عدداً من البنى التحتية.

والخميس، بدأ جيش الاحتلال عملية برية ثالثة على ساحل منطقة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مكثف من الطيران استهدف معظم المناطق في القطاع.

ووسعت آليات عسكرية إسرائيلية صباح الجمعة، توغلها في المنطقة بشكل محدود بالتزامن مع إطلاق نار وقصف مدفعي من دون أن يبلغ عن ضحايا.

وتشهد البلدة حركة نزوح كبيرة من المواطنين الفلسطينيين تخوفاً من توسع العملية الإسرائيلية.

وكان شمال غزة شاهداً طوال شهور الإبادة على عمليات تدمير شامل نفذتها القوات الإسرائيلية ليتحول إلى أكوام من الركام، بينما عانى الفلسطينيون الذين لم ينزحوا منه حصاراً مطبقاً أفقد كثيراً منهم حياتهم بفعل المجاعة.

رد الفصائل الفلسطينية

ولم تشهد المحاور الثلاثة أي اشتباكات ميدانية مباشرة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.

لكن "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، أعلنت الخميس، قصف مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، رداً على مجازر إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة.

وبنهاية 1 مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.

وسعى نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين بغزة من دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت حماس ببدء المرحلة الثانية.

حاجة ماسة للمساعدات

إنسانياً، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الوضع في قطاع غزة مقلق للغاية في ظل الخفض الهائل في توزيع المساعدات.

وقال سام روز، وهو من الأونروا، للصحفيين متحدثاً من وسط غزة "هذه أطول فترة منذ بدء الصراع في أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم تدخل فيها أي إمدادات على الإطلاق إلى غزة. إن التقدم الذي أحرزناه كمنظومة إغاثة خلال الأسابيع الستة الماضية من وقف إطلاق النار يتبدد".

وضع صحي متدهور

في غضون ذلك، قال الصليب الأحمر اليوم الجمعة إن أقل من نصف عربات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني تعمل في غزة وذلك بسبب نقص الوقود.

وقال توماسو ديلا لونجا، من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، للصحفيين في جنيف إن 23 سيارة إسعاف فقط من أصل 53 تعمل وذلك بعد توقف إمدادات الإغاثة إلى غزة، بما في ذلك الوقود، في أوائل مارس/آذار.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت إجمالاً أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.