"القسام" تحمّل إسرائيل مسؤولية الاشتباك في رفح وتعلن استعدادها لتسليم جثة الضابط غولدين

حمّلت كتائب "القسام"، الجناح المسلح لحركة حماس، الأحد، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي اشتباك يقع مع عناصرها العالقين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ضمن المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال شرق ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

By
"القسام" تحمّل إسرائيل مسؤولية الاشتباك في رفح وتعلن استعدادها لتسليم جثة الضابط غولدين

وقالت الكتائب في بيان: "يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مجاهدينا في رفح الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته"، مؤكدة أنه "لا يوجد في قاموس القسام مبدأ الاستسلام أو تسليم النفس للعدو".

وأضاف البيان أن إسرائيل تتعنت في حل أزمة مقاتلي القسام العالقين في رفح، رغم المساعي التي يبذلها الوسطاء، وفي مقدمتهم مصر، لإيجاد مخرج للأزمة، داعية الوسطاء إلى تحمل مسؤولياتهم لضمان استمرار وقف إطلاق النار.

وفي تطور متصل، أعلنت كتائب القسام عزمها تسليم جثة الضابط الإسرائيلي الأسير هدار غولدين، الذي أُسر خلال عدوان 2014 على غزة، وذلك عند الساعة الثانية بعد ظهر الأحد بتوقيت غزة.

وفي وقت سابق من اليوم، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر سياسية وأمنية أن الوسطاء وحركة حماس يبحثون مقايضة تسليم رفات غولدين بإطلاق سراح نحو 200 مقاتل فلسطيني عالقين في أنفاق رفح.

وقالت قناة "الجزيرة" القطرية إن القسام انتشل، بمساعدة فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جثة غولدين من نفق غربي رفح، بينما أكدت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن تل أبيب "تنظر بخطورة إلى تأخر تسلم الرفات" وتطالب بإعادتها فوراً.

وأضافت الهيئة أن إسرائيل ترى في خطوة حماس محاولة لربط تسليم الرفات بمفاوضات جديدة بشأن المقاتلين الفلسطينيين المحاصرين، بينما شدد مصدر إسرائيلي آخر على أنه "لن توجد صفقة جديدة"، وأن هؤلاء المقاتلين "إما يُقضى عليهم وإما يستسلمون للتحقيق في قاعدة سدي تيمان"، المعروفة بسوء معاملة الأسرى.

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سلّمت حماس 20 أسيراً إسرائيلياً أحياءً ورفات 25 آخرين من أصل 28، بينما تقول إسرائيل إن بعض الرفات ليست جديدة أو لا تخص أسراها، وتنتظر تسلّم 5 جثامين متبقية.

يأتي هذا التوتر في وقت تُتهم فيه إسرائيل بانتهاك الاتفاق يومياً عبر قصف مناطق في غزة أودى بحياة مئات الفلسطينيين، إلى جانب الحدّ من إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن عدد المفقودين الفلسطينيين يتجاوز 9500 شخص لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض، فيما يقبع أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية يعانون ظروفاً قاسية من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار حرب إبادة إسرائيلية بدأت في 7 أكتوبر 2023 وخلّفت 69 ألفاً و169 شهيداً فلسطينياً، و170 ألفاً و685 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء.