شهداء وجرحى في الضفة تزامناً مع تخريب الاحتلال ممتلكات فلسطينيين واعتقالهم

أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد فتى فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء اقتحامها بلدة قباطية بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية، واحتجاز جثمانه.

By
آلية لجيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة / AP

وقالت الوزارة إن “الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الطفل ريان محمد عبد القادر أبو معلا (16 عاماً) برصاص الاحتلال، في قباطية واحتجاز جثمانه”.

كما أعلنت الوزارة استشهاد الشاب أحمد سائد زيود (22 عاماً) برصاص الاحتلال في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، حيث اندلعت مواجهات إثر اقتحام بلدة ميثلون جنوبي المدينة.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، استُشهد الشاب يوسف عمر عقل (33 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، وذلك خلال محاولته اجتياز الجدار الفاصل قرب بلدة الرام شمال القدس الأسبوع الماضي، حسب الوزارة.

24 إصابة في قلنديا وكفر عقب

في سياق متصل، ارتفع عدد الإصابات جراء اقتحام جيش الاحتلال مخيم قلنديا وبلدة كُفر عَقَب، شمال مدينة القدس، إلى 24 فلسطينياً، مساء الثلاثاء، بالتزامن مع استمرار الجيش في تخريب ممتلكات فلسطينيين واعتقال عدد منهم.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن طواقمها في مدينة رام الله تعاملت مع 24 إصابة خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم قلنديا وبلدة كُفر عَقَب.

وأوضحت أن بين الإصابات 3 بالرصاص الحي، و3 بالرصاص المطاطي، إضافةً إلى إصابة نتيجة اعتداء بالضرب، و17 إصابة بالاختناق بالغاز. وأشارت إلى أن من المصابين "طفلاً (15 عاماً) أُصيب برصاص حي في الفخذ من مخيم قلنديا".

وفي وقت سابق الثلاثاء، اقتحم الجيش الإسرائيلي شمالي القدس، خصوصاً مخيم قلنديا وبلدة كفر عَقَب بجرافات عسكرية وعشرات الجنود الذين انتشروا بكثافة في الشارع الرئيسي وأحياء المخيم والبلدة، وفق بيان لمحافظة القدس.

ووفق البيان، "ترافق الاقتحام مع إطلاق مكثف لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما تسبب بحالة من الهلع والتوتر الشديد في صفوف المواطنين".

كما أكدت المحافظة إجبار الجيش سكان 4 منازل على الأقل على إخلائها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية. وأشارت إلى حملة اعتقالات خلال الاقتحام، دون أن تشير إلى عدد المعتقلين.

ورأت المحافظة أن ذلك يأتي "في سياق سياسات الاحتلال التصعيدية بحق المواطنين المقدسيين، وتشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقانون الدولي".

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية، فقد شرع الجيش في عمليات هدم على الشارع الرئيسي الممتد من حاجز قلنديا العسكري وصولاً إلى بلدة كفر عَقَب.

مواجهات في عدة مناطق

واندلعت مواجهات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، خلال اقتحام الأخير بلدات في الضفة الغربية، من بينها بلدة كفر اللبد، شرق مدينة طولكرم شمالي الضفة، حيث أطلق جيش الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت باتجاه المواطنين.

وشمالي الضفة أيضاً اندلعت "مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في مدينة طوباس".

ووسط الضفة، قالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، إن جيش الاحتلال اقتحم بلدة تُرمسعيا شمالي مدينة رام الله، "بعدة آليات عسكرية، وأطلق قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع وسط البلدة، دون أن يُبلَّغ عن إصابات".

وجنوبي الضفة، ذكر شهود عيان للأناضول أن جرافات عسكرية إسرائيلية أغلقت عدة طرق فرعية غير مؤهلة مؤدية إلى بلدة يطا جنوب مدينة الخليل، استحدثها السكان لتجاوز طرق رئيسية يغلقها الجيش.

فيما قال الناشط في متابعة الانتهاكات الإسرائيلية أسامة مخامرة، في بيان مقتصب وزَّعه على الصحفيين، إن مستوطنين اعتدوا على منزل فلسطيني ومتضامنين أجانب في مسافر يطا جنوبي الخليل.

وأضاف مخامرة أن "مستوطنين هاجموا مسكن المواطن فريد الحمامدة، في منطقة فاتح سدرة، واعتدوا على مواطنين ونشطاء أجانب دون وقوع إصابات". وذكر أن "جيش الاحتلال الذي اقتحم المنطقة اعتقل المواطن خالد أحمد الحمامدة".

ووفق تليفزيون فلسطين (حكومي) اقتحم الجيش الإسرائيلي أيضاً بلدات بيرزيت شمال مدينة رام الله، وأودلا جنوب مدينة نابلس (شمال)، وتقوع قضاء مدينة بيت لحم (جنوب).

ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة التي استمرت عامين، أدى التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، إلى استشهاد ما لا يقل عن 1103 فلسطينيين، وإصابة نحو 11 ألفاً، واعتقال ما يفوق 21 ألفاً، وفق معطيات فلسطينية.

فيما خلّفت الإبادة التي بدأتها إسرائيل، بدعمٍ أمريكي، في غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 71 ألف شهيد و171 ألف جريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن دمار ضخم، مع تكلفة إعادة إعمار قدَّرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.