الجيش السوداني يستعيد بلدة في كردفان و"الدعم السريع" يقتل 4 بالفاشر.. ومطالب بحماية المرافق الطبية

استعاد الجيش السوداني، الثلاثاء، السيطرة على بلدة مبسوط بولاية جنوب كردفان (جنوب)، بعد معارك مع "الحركة الشعبية شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو، المتحالفة مع قوات الدعم السريع، حسب شهود عيان ومقاطع مصورة.

By
نازحون سودانيون مصابون يفرون من العنف في الفاشر ويتلقون العلاج من قبل منظمة أطباء بلا حدود / Reuters

وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن قوات الجيش بسطت سيطرتها على بلدة مبسوط غربي مدينة العباسية تقلي بعد معارك مع قوات الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.

وأوضح الشهود أنه بالسيطرة على مبسوط أصبحت كل المناطق غربي مدينة العباسية تقلي تحت سيطرة الجيش.

من جانبهم، بث عناصر من الجيش السوداني مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعلنون فيها سيطرتهم على بلدة مبسوط، غربي العباسية تقلي، التي يسيطر عليها الجيش أيضاً.

تكمن أهمية العباسية تقلي ومحيطها في أنها حلقة وصل بين شمال وجنوب جنوب كردفان، كما أنها تتيح للجيش التحكم بطرق حيوية تؤثر على تحركات القوات وعلى الأوضاع الإنسانية للمدنيين في المناطق المجاورة.

والأحد، بسط الجيش السوداني سيطرته على عدة مناطق غربي مدينة العباسية تقلي بعد معارك مع قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وهي مناطق تبسة والدامرة وقردود جاما والموريب.

في سياق متصل، اتهمت شبكة أطباء السودان، الثلاثاء، قوات الدعم السريع بقتل 4 أشخاص بينهم طفل في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد. ونددت باستمرار القتل "في ظل أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المدينة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع منع دخول المساعدات الإنسانية واحتجاز قسري للنساء والأطفال".

من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الهجمات على خدمات الرعاية الصحية في السودان ما زالت متواصلة، داعياً إلى وقف استهداف المرافق الطبية.

وذكر غيبريسوس، في تدوينة له عبر حسابه على منصة إكس، الثلاثاء، أن "الهجمات على خدمات الرعاية الصحية في السودان لا تزال مستمرة، ويُحرم السكان من الحصول على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها بشكل عاجل".

وأضاف أن جزءاً كبيراً من مستشفى "النهود" في ولاية غرب كردفان لا يزال تحت الاحتلال، وأن السكان يُحرمون من الرعاية الطبية الكافية.

والجمعة، قالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع حوّلت مستشفى مدينة النهود بولاية غرب كردفان جنوبي البلاد إلى ثكنة عسكرية.

وأشار غيبريسوس إلى أن منظمة أطباء بلا حدود، أعلنت سحب طاقمها من مستشفى زالنجي بولاية دارفور، بعد مقتل أحد العاملين الصحيين.

ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت وقوع 198 هجوماً على الخدمات الصحية في السودان منذ بدء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، أسفرت عن مقتل 1735 من العاملين والمرضى، وإصابة 438 آخرين.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أسابيع، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.

تأتي موجة النزوح الأخيرة بولاية جنوب كردفان، بعد مهاجمة "الدعم السريع"، بتسهيلٍ من حليفتها "الحركة الشعبية" بقيادة عبد العزيز الحلو، عدة قرى في ولاية جنوب كردفان، و"ارتكاب انتهاكات واختطاف شباب إلى معسكر تابع للحركة، في إطار حملتها للتجنيد العسكري الإجباري لمواطني المنطقة"، حسب منظمات غير حكومية في جنوب كردفان، فيما لم يصدر تعليق عن "الدعم السريع" أو "الحركة الشعبية".

ومن أصل 18 ولاية في عموم البلاد، تسيطر "الدعم السريع" على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان، جراء حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، اندلعت في أبريل/نيسان 2023 بسبب خلاف بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.