ترمب يهدد بعمليات برية ضد مهربي المخدرات الفنزويليين.. وكراكاس تتهم واشنطن بمحاولة تغيير النظام
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الخميس، أن الولايات المتحدة "ستبدأ قريباً جدّاً تنفيذ عمليات برية تستهدف “مهرّبي المخدرات الفنزويليين"، بدل الاكتفاء بالعمليات البحرية، في خطوة تُنذِر بمزيد من التصعيد مع كاراكاس.
وخلال خطاب أمام وحدة من القوات الجوية الأمريكية في تكساس، أشار ترمب إلى دور القوات في ردع تجّار المخدرات الفنزويليين في الأسابيع الأخيرة، مؤكداً أن “عدداً كبيراً منهم” ينشط في المنطقة.
كما صرّح في محادثة تليفزيونية مع القوات بمناسبة عيد الشكر، بأن الطريق البري أسهل، وأن الولايات المتحدة ستمنع تهريب المخدرات عبره أيضاً "قريباً جدّاً"، زاعماً أن 85% من عمليات التهريب عبر البحر توقّفت تقريباً نتيجة الجهود الأمريكية.
ويعتبر الرئيس اليساري نيكولاس مادورو أن العملية تهدف إلى إطاحته، وتحدّت حكومته التصريحات ونظّمت تدريباتٍ عسكرية وتظاهراتٍ جماهيرية لإظهار الدعم الشعبي للرئيس، واعتبرت الخطوة الأمريكية "محاولة لإسقاطه".
ومع تصاعد التوترات أعلنت واشنطن الاثنين تصنيف كارتل مخدرات فنزويلي منظمةً إرهابيةً أجنبية، فيما توجّه كبار المسؤولين العسكريين إلى المنطقة هذا الأسبوع، ضمن حملة الضغط المتدرّج على فنزويلا، رغم إعلان ترمب في الأيام الأخيرة انفتاحه على الحوار مع مادورو.
وألقى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث كلمة دعم للقوات على متن حاملة الطائرات، وظهر في فيديو للبنتاغون وهو يقدّم وجبات الديك الرومي للجنود، شاكراً لهم دورهم في “ردع العصابات والدفاع عن الشعب الأمريكي".
كما أبلغت جمهورية الدومينيكان وزيرَ الدفاع بأن واشنطن يمكنها استخدام إحدى قواعدها الجوية ومطارها لعمليات مكافحة المخدرات، بما يعزز الوجود العسكري الأمريكي قرب فنزويلا.
وانعكست التحذيرات الأمنية الأمريكية على حركة الطيران التجاري، إذ علّقت ستّ شركات طيران كبرى في أمريكا الجنوبية رحلاتها إلى فنزويلا عقب تحذيرات إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) من تدهور الوضع الأمني وتزايد النشاط العسكري داخل البلاد أو حولها. فردّت كراكاس بسحب تراخيص تلك الشركات متهمةً إيّاها بالمشاركة في "إرهاب الدولة الذي تروّجه الولايات المتحدة".
ووصف وزير الخارجية البرتغالي باولو رانغيل الخطوة الفنزويلية بأنها "ردّ غير متناسب"، مؤكداً أن التعليق حدث لأسباب أمنية فقط. كما أعربت إيبيريا عن أملها في استئناف الرحلات في "أقرب وقت” بمجرد استيفاء الشروط الأمنية، فيما أوصت هيئة الطيران الإسبانية بعدم السفر إلى فنزويلا في الوقت الحالي بسبب ارتفاع المخاطر الأمنية.
ووفق الجمعية الفنزويلية لوكالات السفر والسياحة، أثّرت تعليقات الرحلات مباشرةً في أكثر من 8 آلاف مسافر على 40 رحلة على الأقلّ. في غضون ذلك، لا يزال بعض الشركات الفنزويلية، مثل أفيور وليزر، يسيّر عدداً محدوداً من الرحلات إلى إسبانيا وبعضِ المدن الإقليمية، في ظلّ استمرار الأزمة.