واشنطن تطلق عملية عسكرية جديدة في أمريكا اللاتينية.. وفنزويلا تحذّر من مخطط لتغيير النظام
أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، إطلاق عملية عسكرية جديدة في أمريكا اللاتينية تحت اسم "الرمح الجنوبي"، تستهدف ما تصفه واشنطن بـ"تجار المخدرات الإرهابيين"، في خطوة أثارت مخاوف من احتمال توسّع العمليات العسكرية لتشمل ضربات داخل الأراضي الفنزويلية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، في منشور على منصة "إكس"، إن العملية تهدف إلى "الدفاع عن الوطن وإزالة تجار المخدرات الإرهابيين"، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعتها أو كيفية اختلافها عن الضربات التي بدأتها واشنطن قبل أسابيع.
وكانت الولايات المتحدة نشرت قدرات بحرية وجوية ضخمة في المنطقة، أبرزها حاملة الطائرات "جيرالد فورد" التي وصلت مؤخراً قبالة السواحل اللاتينية.
وخلال الأسابيع الماضية نفذت الولايات المتحدة نحو 20 ضربة في المياه الدولية ضد قوارب تقول إنها مستخدمة في تهريب المخدرات، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 76 شخصاً، رغم عدم تقديم واشنطن أدلة واضحة على تورط تلك السفن في عمليات تهريب.
وأثار هذا التصعيد العسكري انتقادات دولية وتخوفات من أن واشنطن تمهّد لعملية أوسع تستهدف الإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ونقلت شبكة CBS عن مصادر أن مسؤولين عسكريين قدموا لترمب خيارات تشمل غارات داخل فنزويلا.
وفي المقابل، أعلنت فنزويلا تعبئة عسكرية واسعة شملت انتشاراً برياً وجوياً وبحرياً، إضافة إلى نشر وحدات من "المليشيا البوليفارية" المؤلفة من مدنيين وعسكريين سابقين.
وتخشى كاراكاس من أن الوجود العسكري الأمريكي، الذي يشمل مقاتلات F35 وست سفن حربية في الكاريبي، قد يكون مقدمة لتغيير النظام بالقوة، في أكبر حشد أمريكي في المنطقة منذ غزو بنما عام 1989.
وفي تصريحات حصرية لشبكة CNN، دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الشعب الأمريكي إلى "الاتحاد من أجل السلام في الأمريكتين"، محذّراً من "حروب لا تنتهي" قائلاً: "لا مزيد من ليبيا، لا مزيد من أفغانستان". وعند سؤاله عن رسالته للرئيس ترمب قال بالإنجليزية: “نعم للسلام، نعم للسلام".
ورغم رفضه التعليق مباشرة عمّا إذا كان يخشى عدواناً أمريكياً، أكد مادورو أنه يركز على "حكم البلاد بسلام"، كما حضّ الشباب الفنزويلي على الاستعداد لمقاومة ما وصفه بتهديد الغزو.
وتقول واشنطن إنها تستهدف شبكات تهريب المخدرات، فيما تؤكد مصادر لـCNN أن الإدارة تدرس خيارات لضرب منشآت إنتاج الكوكايين وطرق التهريب داخل فنزويلا.
ورغم ذلك، أبلغت إدارة ترمب الكونغرس أن الولايات المتحدة تفتقر حالياً إلى مبرر قانوني لشن ضربات داخل الأراضي الفنزويلية، بينما تستمر النقاشات حول الإطار القانوني المحتمل.
وتتزامن هذه التطورات مع تعبئة عسكرية واسعة النطاق تنفذها الحكومة الفنزويلية، حيث يضم الجيش النظامي نحو 123 ألف جندي، فيما يدّعي مادورو أن قوات المليشيا تضم أكثر من 8 ملايين متطوع، وهي أرقام يشكك الخبراء في دقتها وقدراتها القتالية.