زيلينسكي يدعو واشنطن للضغط على موسكو لإنهاء الحرب.. والكرملين: بوتين مستعد للحوار مع ماكرون
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت، الولايات المتحدة إلى تكثيف الضغط على روسيا لإنهاء الحرب، مع بدء جولة جديدة من المحادثات التي تستضيفها مدينة ميامي الأمريكية بمشاركة وفود أوكرانية وأوروبية وروسية.
وقال زيلينسكي إن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ نحو ستة أشهر، لكنه شكك في قدرة اجتماع من هذا النوع على تحقيق “نتائج جديدة”، مؤكداً أن الولايات المتحدة وحدها تملك القدرة على دفع موسكو نحو إنهاء الحرب.
وأضاف زيلينسكي: “على الولايات المتحدة أن تقول بوضوح: إذا لم يكن هناك مسار دبلوماسي، فسيكون هناك ضغط كامل”، في إشارة إلى إمكان زيادة الدعم العسكري لكييف وتوسيع العقوبات لتشمل الاقتصاد الروسي بأكمله.
وتزامنت تصريحات زيلينسكي مع وصول المبعوث الروسي للشؤون الاقتصادية كيريل دميترييف إلى ميامي، حيث تُجرى محادثات بوساطة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وبمشاركة جاريد كوشنر. وقال دميترييف، وفق وسائل إعلام روسية رسمية، إن “المناقشات تسير بشكل بنّاء” وستستمر السبت والأحد.
وكانت الولايات المتحدة قد طرحت قبل أكثر من شهر خطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، قبل تعديلها بعد مشاورات مع كييف. وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة، أن أي اتفاق سلام “لن يُفرض على أوكرانيا”.
وتُعد مشاركة الأوروبيين في محادثات ميامي تطوراً جديداً، مقارنة بالجولات السابقة التي اقتصرت على وفود أوكرانية وأمريكية. غير أن مصادر أشارت إلى أن دميترييف لن يجري محادثات مباشرة مع المفاوضين الأوروبيين، في ظل توتر العلاقات بين موسكو والعواصم الأوروبية، التي ترى روسيا أن مشاركتها قد تعرقل أي مسار للسلام.
في سياق متصل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، “إذا توفرت إرادة سياسية متبادلة”، معتبراً أن ذلك “سيكون موضع ترحيب”.
ميدانياً، أعلنت روسيا السبت سيطرتها على قريتين في منطقتي سومي شمالاً ودونيتسك شرقاً، في وقت واصلت فيه هجماتها الصاروخية على مناطق أوكرانية عدة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى قرب أوديسا، حسب السلطات المحلية. وأكدت كييف أن الضربات الروسية المكثفة في الأسابيع الأخيرة تسببت بانقطاعات واسعة للكهرباء والتدفئة في المناطق الساحلية.
في المقابل، أعلن جهاز الأمن الأوكراني تدمير مقاتلتين روسيتين في مطار داخل شبه جزيرة القرم، فيما تشير تقديرات إلى أن القوات الروسية باتت تسيطر على نحو 19 بالمئة من الأراضي الأوكرانية.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.