غارات إسرائيلية جديدة على لبنان و"اليونيفيل" تؤكد ضرورة احترام السيادة لتنفيذ القرار 1701
شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، السبت، سلسلة غارات على مناطق في جنوب وشرق لبنان، في خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، فيما شددت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" على أن احترام سيادة البلاد أساسي للتقدم في تنفيذ القرار 1701.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن مُسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق "وادي نحلة" بين بلدتي شقرا ومجدل سلم بقضاء مرجعيون جنوبي لبنان.
وفي السياق، أفادت الوكالة بأن طائرات إسرائيلية أغارت أيضاً على المنطقة الواقعة بين المحمودية والعيشية والجرمق عند الأطراف الشرقية لسهل كفررمان في قضاء النبطية، وهي منطقة زراعية، دون تسجيل خسائر بشرية. كما ألقت الطائرات صاروخين جو-أرض على المنطقة المستهدفة.
وأضافت الوكالة أن غارتين إسرائيليتين استهدفتا أطراف بلدة شمسطار غرب بعلبك شرقي لبنان، فيما طالت غارات أخرى منطقة الجبل الرفيع قرب عربصاليم جنوبي البلاد. وسُجل تحليق مكثف للطيران المسيّر الإسرائيلي فوق بلدات النبطية.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مقاتلات الجيش نفذت "موجة من الغارات" على سهل البقاع ومناطق في النبطية، مشيرة إلى أن أصوات الانفجارات سُمعت في الجليل الشرقي وشمال رام الله، دون صدور بيان رسمي من جيش الاحتلال الإسرائيلي حول العملية.
وقبل ذلك بساعات، قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة في زوطر الشرقية بقضاء النبطية بصاروخين موجهين، ما أدى إلى مقتل شاب يدعى كامل رضا قرنبش.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار خروقات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حرباً شاملة بدأتها إسرائيل على لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل وقرابة 17 ألف مصاب.
ورغم نص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من 5 تلال احتلتها خلال الحرب خلال 60 يوماً، لم تلتزم تل أبيب بذلك حتى اليوم.
من جانبها، جدّدت اليونيفيل، في تدوينات عبر منصة "إكس" بمناسبة الذكرى الـ82 لاستقلال لبنان، تأكيدها أن "الاحترام التام لسيادة لبنان ووحدة أراضيه أمر محوري للتقدم في تنفيذ القرار 1701 وتهيئة الظروف لتحقيق استقرار دائم".
وأشار البيان إلى أن إعادة الانتشار الكامل للجيش اللبناني في الجنوب "خطوة أساسية لبسط سلطة الدولة"، مؤكداً التزام اليونيفيل بدعم الجيش باعتباره "شريكاً" في تعزيز الاستقرار.
وذكّرت البعثة بأن قرار مجلس الأمن 1701 الصادر عام 2006 وضع إطار وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله، وأن مهمة القوة الدولية تشمل مراقبة وقف إطلاق النار ودعم الجيش اللبناني خلال انسحاب إسرائيل من الجنوب وتأمين عودة النازحين.
وتأتي هذه المواقف في وقت أعلنت فيه اليونيفيل تسجيل أكثر من 10 آلاف خرق بري وجوي منذ بدء وقف إطلاق النار، كان أبرزها الغارة الإسرائيلية على مخيم عين الحلوة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والتي أدت إلى مقتل 13 شخصاً معظمهم من الفتية والشبان.