الاحتلال يطلق مناورات عسكرية بالضفة.. ولجنة بالكنيست تقر مشروعاً لاعتقال فلسطينيين داخل إسرائيل
أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، مناورات عسكرية في الضفة الغربية المحتلة ومنطقة الأغوار، يحاكي صد هجوم مشابه لما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما أقرّت لجنة بالكنيست مشروعاً لاعتقال فلسطينيين داخل إسرائيل.
وأوضح جيش الاحتلال في بيان أن المناورات التي بدأت في ساعات الصباح المبكرة بالضفة والأغوار (شرقي الضفة وتمتد بمحاذاة نهر الأردن)، من المقرر أن تستمر لمدة ثلاثة أيام.
وأضاف: "خلال التمرين ستشهد المنطقة حركة نشطة لقوات الأمن والمركبات. لا توجد خشية من وقوع حادث أمني"، دون مزيد من التفاصيل حول التدريبات.
لكن هيئة البث الإسرائيلية قالت، الخميس، إنّ التمرين يحاكي صد هجوم مشابه لما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وآنذاك نفذت حماس هجوماً مفاجئاً على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، رداً على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى"، وفقاً للحركة.
وأكد مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون إسرائيليون أن هجوم حماس مثّل فشلاً سياسياً وأمنياً وعسكرياً، وقد استقال مسؤولون لتحمّلهم جانباً من المسؤولية عن الفشل.
ووفق الهيئة، فإنّ المناورات تُعقد "ضمن جهود رفع الاستعداد لمواجهة احتمال التصعيد وتسلل مسلحين ووقوع عمليات في الضفة الغربية والأغوار".
قانون بالكنيست
وفي ذات السياق، صدّقت لجنة في الكنيست، اليوم الاثنين، على مشروع قانون يسمح باعتقال مواطنين فلسطينيين داخل إسرائيل، دون موافقة المدعي العامّ، بداعي ممارسة "التحريض" على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال موقع تايمز أوف إسرائيل الإخباري إنّ "أعضاء لجنة الدستور والقانون والعدالة في الكنيست (البرلمان)، صوّتوا بأغلبية 6 أصوات مقابل 5 على مشروع قانون مثير للجدل".
وأوضح أن المشروع "يمنح الشرطة سلطة تقديرية أكبر في التحقيق في أي تحريض مشتبه به، مع الحد من إشراف المدعين العامين على التحقيقات".
و"سيُحال مشروع القانون الآن إلى الهيئة العامة للكنيست للتصويت عليه بثلاث قراءات قبل إقراره"، وفقاً للموقع.
وزاد بأن مشروع القانون "سيسمح للشرطة بفتح تحقيقات في جرائم تحريض محتملة دون موافقة مكتب المدعي العام"، وتابع: "كما يدعو مشروع القانون إلى تشديد العقوبات على التحريض".
تخريب مقبرة
وفي سياق ذي صلة، خرب مستوطنون مقابر في مقبرة باب الرحمة، المجاورة للمسجد الأقصى، في حين نفذت قوات الاحتلال عمليات دهم واعتقال في مناطق عدة المحتلة، تزامناً مع اعتداءات المستوطنين على عدة بلدات.
وقالت محافظة القدس في بيان مقتضب، اليوم الاثنين، إنّ مجموعة من المستوطنين أقدمت على تحطيم عدد من القبور في مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك.
ومقبرة باب الرحمة من أشهر المقابر الإسلامية في القدس، ويرجع تاريخها إلى 1400 عام، وتضم عديداً من قبور الصحابة والمجاهدين الذين شاركوا في فتح القدس، سواء في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أو في عهد صلاح الدين الأيوبي.
اعتداء على مزارعين
من ناحية أخرى، اعتدت قوات الاحتلال اليوم على مزارعين فلسطينيين في أثناء عملهم في أراضيهم الواقعة غرب بلدة بيت أولا شمال غرب الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية قولها إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة في الوقت نفسه، وحاصرت منزل المواطن حسن صندوقة واحتجزت أطفاله وزوجته، وسط دعوات من أهالي البلدة للخروج والتصدي للهجوم.
وفي السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، وانتشرت في شوارعها. كما اقتحم مستوطنون أطراف بلدة سنجل شمال رام الله، ونفذوا جولات استفزازية بمحاذاة بيوت المواطنين، وفقاً لما أوردته وكالة وفا.
وصعّدت إسرائيل عدوانها العسكري على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بموازاة حرب إبادة شنتها بدعم أمريكي على قطاع غزة لمدة سنتين منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأسفر التصعيد في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، عن استشهاد ما لا يقل عن 1069 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفاً بينهم 1600 طفل.
أما في غزة فيسود منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقف لإطلاق النار بين حماس إسرائيل، تخرقه الأخيرة يومياً، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى.
وخلّفت حرب الإبادة في غزة 68 ألفاً و875 شهيداً فلسطينياً، و170 ألفاً و679 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.