وسط هدوء حذر.. الجيش السوري يحيّد مصادر نيران "قسد" الإرهابي في حلب

أعلنت السلطات السورية مساء الاثنين، تحييد مصادر نيران قوات "قسد" الإرهابية التي قصفت المواطنين في مدينة حلب شمالي البلاد، فيما أقرّ محافظ المدينة تعطيل الدوام مؤقتاً غداً الثلاثاء في المرافق الحكومة والتعليمية.

By
قوات الأمن السورية تنتشر في مدينة حلب عقب اشتباكات مع تنظيم قسد الإرهابي / وسائل التواصل

جاء ذلك في بيانين لوزارة الدفاع السورية ومحافظة حلب، بعد أن شهدت المدينة تصعيداً دامياً أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، جراء قصف عشوائي وعمليات قنص نفّذها عناصر تنظيم YPG/PKK الإرهابي الذي ينشط في سوريا تحت اسم "قسد".

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن إدارة الإعلام والاتصال بوزارة الدفاع قولها إن "قيادة أركان الجيش أصدرت أمراً بوقف استهداف مصادر نيران قسد بعد تحييد عدد منها، وتضييق بؤرة الاشتباك بعيداً عن الأهالي".

وشدّدَت إدارة الإعلام في بيان، على أن "الجيش العربي السوري وقف اليوم أمام مسؤولياته في حماية الشعب والدفاع عنه، ولم يُبدِ أيّ تحرُّك لتغيير خطوط السيطرة، بل اكتفى بالردّ على مصادر النيران".

من جانبه قال محافظ حلب عزّام الغريب، إنه "نظراً إلى الأوضاع الراهنة، تُعلن محافظة حلب تعطيل الدوام مؤقتاً في جميع المدارس والجامعات العامة والخاصة، إضافةً إلى الدوائر الحكومية ضمن (مركز مدينة حلب) وذلك يوم الثلاثاء".

وأوضح الغريب وفق بيان على قناة المحافظة على تليغرام، أنه "يُستثنى من هذا القرار الجهات التي تقتضي طبيعة عملها الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية والخدمات الطارئة للمواطنين".

وفي وقت سابق قالت وزارة الداخلية في بيان: "استُشهد طفل ووالدته، وأُصيب 15 آخرون معظمهم من النساء والأطفال، في مدينة حلب، جرّاء القصف العشوائي وعمليات القنص التي ارتكبتها قسد في مناطق مأهولة بالسكان".

وأضافت: "نُقل الجرحى إلى مستشفيَي الرازي والجامعة لتلقّي الرعاية الطبية اللازمة".

وأشارت إلى "تَعرُّض مستشفى الرازي للقصف المتعمد في أثناء وصول المصابين، وما زال الطاقم الطبي يقدّم العلاج الفوري وسط جهود مضاعفة".

وأفادت بأن "وحدات الأمن الداخلي تعزّز انتشارها في الأحياء المتأثرة، لتأمين المدنيين وحمايتهم من المخاطر، وإبعاد الأهالي عن مناطق القصف والمواجهات".

وفي وقت سابق الاثنين قالت وزارة الصحة السورية إن قوات "قسد" الإرهابية شنّت قصفاً "طال محيط منشآت طبية، وهو عمل مرفوض وجرمٌ يُدينه القانون والأخلاق وسيادة الدولة".

ولفت الدفاع المدني السوري في بيان، إلى اندلاع حرائق في حيَّي الجميلية والشيخ طه بمدينة حلب جراء القصف والاستهداف بالرصاص من قوات "قسد".

وجراء ذلك التصعيد، تظاهر أهالي منبج تنديداً بانتهاكات ما يسمى قوات "قسد" الإرهابية وقصفها الأحياء السكنية في حلب، وفق ما أوردته قناة "الإخبارية السورية".

وفي 10 مارس/آذار الماضي وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع وزعيم تنظيم قسد الإرهابي فرهاد عبدي شاهين المعروف باسم "مظلوم عبدي"، اتفاقاً لإدماج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي البلاد في إدارة الدولة، لكن التنظيم يماطل في تنفيذه.

واشتمل الاتفاق على فتح المعابر والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي البلاد، لكن التنظيم الإرهابي نقضه أكثر من مرة.

وتبذل الإدارة السورية الجديدة بقيادة الشرع جهوداً مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد الذي استمر 24 سنة في الحكم.