مئات الشهداء منذ وقف النار وانهيار مبانٍ بفعل العاصفة "بايرون".. وحكومة غزة ترد على مزاعم المساعدات

تتواصل تداعيات الإبادة الإسرائيلية على غزة مع ارتفاع حصيلة الشهداء منذ وقف إطلاق النار إلى 383، في وقت تسببت العاصفة "بايرون" في انهيار مبانٍ تؤوي نازحين، فيما نددت حكومة غزة بتصريحات أمريكية بشأن إدخال المساعدات.

By
تلقى الجهاز خلال 24 ساعة أكثر من 2500 مناشدة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم، فيما غرقت آلاف الخيام في القطاع مع اشتداد تأثير العاصفة / AA

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 70 ألفاً و373 شهيداً، و171 ألفاً و79 مصاباً.

جاء ذلك في التقرير الإحصائي اليومي الصادر عن الوزارة بشأن "عدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، مؤكدةً أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 4 شهداء و10 إصابات، في وقت تواصل فيه إسرائيل خرق اتفاق وقف إطلاق النار عبر استهداف مناطق مدنية وإطلاق النار على الفلسطينيين.

وأوضحت الوزارة أن إجمالي الضحايا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بلغ 383 شهيداً و1002 مصاب، إضافةً إلى انتشال 627 جثماناً من تحت أنقاض المباني المدمرة.

انهيار مبانٍ بفعل الأمطار

في سياق متصل، انهارت 3 مبانٍ، الخميس، في مناطق متفرقة من مدينة غزة بعد أمطار غزيرة هطلت منذ الأربعاء، وفق شهود عيان أكدوا أن المباني كانت تؤوي فلسطينيين نازحين لعدم توفر بدائل سكنية، دون تسجيل إصابات حتى الآن.

وحذّر جهاز الدفاع المدني من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط التي لجأت إليها عائلات نازحة، وسط تأثير منخفض جوي قوي يتسبب في انجراف التربة وتصدعات إضافية في الجدران والأعمدة التي أضعفها القصف الإسرائيلي.

وتلقى الجهاز خلال 24 ساعة أكثر من 2500 مناشدة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم، فيما غرقت آلاف الخيام في القطاع مع اشتداد تأثير العاصفة.

وأعربت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن قلقها الشديد إزاء الأوضاع الكارثية في غزة نتيجة العاصفة "بايرون".

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، في تدوينة على منصة "إكس"، إن العاصفة "تُحكم قبضتها على غزة"، مضيفاً: "الفلسطينيون الذين فقدوا كل شيء ويحتاجون إلى كل شيء يواجهون موجة جديدة من المعاناة".

وأوضح أن “فرق الوكالة -وهم أنفسهم نازحون- يواصلون العمل رغم الظروف، ويتولون شفط مياه الصرف الصحي والفيضانات، وإزالة القمامة، وتوزيع ملابس الشتاء والبطانيات والمشمعات، وتقديم الرعاية الطبية”.

“التصريحات الأمريكية حول المساعدات مضلِّلة”

من جانبها، قالت حكومة غزة إن تصريحات سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز، بشأن دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى القطاع "مضلِّلة" ولا تعكس الواقع، موضحةً أن المتوسط الفعلي لا يتجاوز 234 شاحنة يومياً منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وادّعى والتز، في منشور على منصة شركة "إكس"، أنه منذ أن أقر مجلس الأمن الدولي خطة السلام للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، "تدخل الآن أكثر من 600 شاحنة يومياً تحمل الغذاء والمأوى والدواء إلى غزة".

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الأرقام الميدانية "تثبت وجود منهجية واضحة في عرقلة إدخال المساعدات"، مشيراً إلى أن الاحتلال "يخنق غزة اقتصادياً لإبقائها على حافة المجاعة".

وأضاف المكتب أنه خلال 62 يوماً من وقف إطلاق النار، دخل إلى القطاع 14534 شاحنة فقط من أصل 37200 يُفترض دخولها، بنسبة التزام لا تتجاوز 39%، معتبراً أن هذا "يبرهن على سياسة إسرائيل في التحكم بالمواد المسموح بدخولها"، إذ تسمح بسلع منخفضة القيمة الغذائية وتمنع عشرات الأصناف الحيوية.

ورأى البيان أن هذا السلوك يمثل "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني"، ولبنود اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي/تشرين الأول، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسناً جراء القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، منتهكةً بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.