جاءت هذه الترحيبات عبر بيانات رسمية صادرة عن وزارتي الخارجية المصرية والأردنية، إلى جانب الرئاسة الفلسطينية، إضافةً إلى تصريحات فلسطينية شملت مواقف من حركة حماس ومسؤولين آخرين، وذلك بعد ساعات من تصريحات ترمب التي قال فيها: "لا أحد يطرد أي فلسطيني من قطاع غزة".
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن تقديرها لتصريحات ترمب في 12 مارس/آذار الجاري، التي أكد فيها عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته. ورأت الوزارة أن هذا التصريح يعكس إدراكاً لأهمية تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضرورة البحث عن حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية.
وأكدت الخارجية المصرية أن مبادرة الرئيس الأمريكي لإنهاء النزاعات الدولية وتحقيق السلام، بما في ذلك في الشرق الأوسط، قد تشكل إطاراً عملياً يُبنى عليه من أجل التوصل إلى حل يُراعي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
من جانبها، رحَّبت وزارة الخارجية الأردنية بتصريحات ترمب، مؤكدةً دعم المملكة للجهود الهادفة إلى تحقيق سلام يحظى بقبول الشعوب، مشددةً على أن الأردن والولايات المتحدة شريكان في السعي نحو إحلال السلام العادل.
وأكدت الخارجية الأردنية أن تحقيق السلام الدائم يتطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين، بوصفه السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
بدوره، رحَّب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، بتراجع الإدارة الأمريكية عن فكرة تهجير سكان قطاع غزة، واصفاً ذلك بأنه "خطوة مشجعة".
وأعرب أبو ردينة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن أمله في استمرار تبني الإدارة الأمريكية مواقف متوازنة تُمهد للوصول إلى مسار سياسي يستند إلى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما ثمّن الموقف العربي الموحد الرافض للتهجير، مؤكداً أن هذا التوافق، إلى جانب صمود الشعب الفلسطيني، كان له دور كبير في دفع الإدارة الأمريكية نحو هذا الموقف.
في السياق ذاته، أعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، عن تقديره لتصريحات ترمب، عبر منشور على منصة إكس، قائلاً إنها تعكس موقفاً إيجابياً بشأن حقوق الفلسطينيين في وطنهم.
كما رحب الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، بموقف ترمب، معتبراً أنه يمثل تراجعاً عن فكرة التهجير. ودعا إلى استكمال هذا الموقف عبر إلزام الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ جميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على ضرورة عدم الانسجام مع "رؤية اليمين الصهيوني المتطرف".
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يروِّج ترمب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
في المقابل، اتفقت الدول العربية في قمة طارئة عُقدت في القاهرة في 4 مارس/آذار الجاري، على رفض أي محاولات من شأنها إعادة إعمار قطاع غزة من خلال تهجير سكانه تحت أي مسمى أو ظروف.
وتتضمن الخطة العربية تشكيل لجنة "إدارة غزة" لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلَّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

















