الاحتلال يصدق على بناء 1300 وحدة استيطانية جنوب القدس.. ومستوطنون يقطعون مئات أشجار الزيتون في الضفة

كشفت القناة 14 العبرية، مساء الأربعاء، عن أن اللجنة الخاصة للتخطيط والبناء (حكومية) في مستوطنة غوش عتصيون هذا الأسبوع، وافقت بالإجماع على خطة لإقامة 1300 وحدة استيطانية جديدة.

مستوطنون يقطعون مئات أشجار الزيتون في الضفة / Reuters

وقالت القناة إن القرار جاء بعد أقل من أسبوع على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ضد أعمال البناء الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قال الرئيس الأمريكي للصحفيين في البيت الأبيض، إن عليهم "ألا يقلقوا بشأن الضفة الغربية"، وأن "إسرائيل لن تفعل شيئاً في الضفة الغربية".

وأوضحت القناة 14: "تُعد هذه الخطة (بناء الـ1300 وحدة) سابقة من حيث حجمها في المنطقة، ومن المقرّر تنفيذها في حي هاهار هروسي (الجبل الروسي) الواقع جنوب مستوطنة ألون شفوت"، جنوب غربي القدس المحتلة.

وتابعت: "بالإضافة إلى الوحدات السكنية، سيشمل المخطط أيضاً مدارس ومباني عامة وحدائق. كما ستُبنى منطقة تجارية واسعة بالقرب من المستوطنة، ومن المتوقع أن تخدم جميع المستوطنات المجاورة".​​​​​​​ ورحب المجلس الاستيطاني (غوش عتصيون) بالمصادقة على الخطة، وقال في بيان إنها تشكل "استجابة مناسبة للعدد الكبير من السكان الراغبين في السكن في المنطقة".

وأضاف المجلس الاستيطاني أن "هذه الخطة هي مخطط البناء الأكبر الذي جرت المصادقة عليه في تاريخ غوش عتصيون"، وفق المصدر ذاته.

في سياق متصل، كشف مسؤول محلي فلسطيني، الأربعاء، عن أن مستوطنين إسرائيليين أقدموا على اقتلاع مئات أشجار الزيتون المعمرة قرب قرية قريوت، جنوب مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية.

وقال يوسف صادق الحاج محمد، القائم بأعمال رئيس مجلس محلي قريوت، للأناضول، إن فلسطينيين فوجئوا لدى السماح لهم بالوصول إلى أراضيهم؛ لقطف ثمار الزيتون، باقتلاع المئات منها في الجهة الغربية من القرية.

وأضاف أن "الجهات المختصة الفلسطينية نسَّقت مع الجانب الإسرائيلي للسماح لنحو 30 مزارعاً بالوصول إلى أراضيهم القريبة من مستوطنة (عيليه) بين الساعة 7.30 صباحاً (4.30 تغ) و4.30 (13.30 تغ) من مساء اليوم".

وأكمل: "ولدى وصولهم فوجئوا باقتلاع المئات منها، والتقدير أن المستوطنين هم الذين قطعوها قبل ثلاثة أسابيع". وتابع أن ما جرى مع المزارعين هو "تكرار لما جرى العام الماضي، إذ خسروا نحو 1700 شجرة اقتلعها المستوطنون في المنطقة ذاتها".

ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فقد نفَّذ الجيش الإسرائيلي والمستوطنون "ما مجموعه 259 اعتداءً على قاطفي الزيتون في الضفة الغربية، منذ انطلاقه في الأسبوع الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري حتى الثلاثاء"، مشيرةً إلى تنفيذ المستوطنين 218 منها.

وأضافت الهيئة أن الاعتداءات تتراوح "بين الاعتداء الجسدي العنيف، وحملات الاعتقالات، وتقييد الحركة، ومنع الوصول والتخويف والترهيب بكل أشكاله، وإطلاق النار".

وتندرج هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية من الجيش والمستوطنين خلال عامي الإبادة في غزة، أسفرت عن مقتل 1062 فلسطينياً وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافةً إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أنهى اتفاق وقف النار، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حرب إبادة جماعية إسرائيلية على غزة استمرت عامين، بدعمٍ من واشنطن، خلَّفت 68 ألفاً و643 شهيداً فلسطينياً و170 ألفاً و655 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، مع تكلفة إعادة إعمار قدَّرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.