قبل محادثات سويسرا.. واشنطن تُظهر مرونة في خطة أوكرانيا لإنهاء الحرب وسط تصاعد الهجمات

تتكثّف التحركات الدبلوماسية والعسكرية حول الحرب في أوكرانيا عشية محادثات مرتقبة في سويسرا، حيث يجتمع الأحد مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون وأوروبيون لبحث خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

By
عمال بلدية ينظفون محيط مبنى سكني تضرر جراء هجوم بطائرة مسيّرة روسية في دنيبرو الأوكرانية، 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأحد إلى جنيف، وتثير الخطة قلق كييف من أنها قد تمهّد لـ"استسلام قسري"، بينما تقول واشنطن إنها ليست عرضاً نهائياً بل إطار عمل قابل للتعديل.

وكان ترمب منح أوكرانيا مهلة حتى 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري للموافقة على خطته المؤلفة من 28 بنداً، وتتضمن تنازلات إقليمية وتقليص الجيش الأوكراني والتخلي عن الانضمام إلى الناتو، وهي بنود تُعتبر مواتية لروسيا. 

وشددت واشنطن السبت على أن المقترح يعكس سياسة رسمية للولايات المتحدة، نافية ما قاله أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي بأن وزير الخارجية ماركو روبيو أبلغهم أن الخطة التي يجري بحثها ليست سوى "قائمة أمنيات" روسية.

وفي ظل هذا الجدل، أعلن روبيو قبيل وصوله إلى جنيف أن الخطة "صاغتها الولايات المتحدة" وتُعد "إطاراً قوياً لمفاوضات جارية"، فيما وصفها الموفد الأمريكي الخاص كيث كيلوغ بأنها "عمل قيد التنفيذ". وسيساند وفد واشنطن أيضاً المبعوث الدبلوماسي ستيف ويتكوف ووزير الجيش دانيال دريسكول بعد لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف.

من جهتها، شكلت أوكرانيا وفدها المفاوض برئاسة أندريه يرماك، مع الإشارة لأول مرة إلى احتمال مشاركة "ممثلين عن الاتحاد الروسي" في المحادثات، دون تأكيد من موسكو.

وقال زيلينسكي إن مشاورات جنيف ستبحث خطوات إنهاء الحرب وحماية المصالح الوطنية الأوكرانية، محذراً من ضغوط قد تدفع بلاده إلى "خيار بالغ الصعوبة" بين خسارة الكرامة أو خسارة شريكها الأمريكي.

وفي جوهانسبرغ، ناقش قادة أوروبيون، بينهم رئيسا فرنسا وبريطانيا والمستشار الألماني، خطة ترمب على هامش قمة مجموعة العشرين، واعتبروها "أساساً يتطلب مزيداً من العمل"، محذرين من أي ترتيبات تُضعف الجيش الأوكراني أو تسمح بتغيير الحدود بالقوة.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الخطة تتضمن عناصر تمسّ الناتو والأصول الروسية المجمّدة، ما يتطلب توافقاً أوروبياً أوسع.

إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أنه سيتحدث مع زيلينسكي، فيما يجتمع مستشاروه الأمنيون مع نظرائهم الغربيين في جنيف لمراجعة بنود الخطة وإرسال ملاحظاتهم إلى واشنطن.

تصعيد ميداني 

ميدانياً، أعلن القائم بأعمال رئيس الإدارة العسكرية في دنيبروبيتروفسك فلاديسلاف هايفانينكو إصابة 15 شخصاً جراء هجوم بطائرات مسيّرة روسية استهدف مدينة دنيبرو ليلاً.

وقال هايفانينكو إن المصابين نُقلوا إلى المستشفيات، فيما أوضح عمدة المدينة بوريس فيلاتوف أن الهجوم ألحق أضراراً بخمسة مبانٍ سكنية، وتسبب في تحطّم نحو 200 نافذة وتضرر سقف أحد المباني.

وأضاف أن فرق المرافق تعمل على إزالة آثار الدمار، وأن المختصين سيُعاينون مبنى من تسعة طوابق وهو الأكثر تضرراً لتحديد حجم الأضرار النهائية.

بدوره، قال حاكم منطقة موسكو إن طائرات مسيّرة أوكرانية هاجمت محطة "شاتورا" للطاقة شرقي العاصمة، ما أدى إلى اندلاع حريق تمت السيطرة عليه. وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 75 مسيّرة أوكرانية خلال الليل فوق مناطق متفرقة، بينها البحر الأسود والقرم ومناطق موسكو وريازان وكراسنودار وفورونيج.

وفي كييف، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن "خسائر الجيش الروسي البشرية ارتفعت منذ بدء الغزو إلى نحو مليون و165 ألفاً و260 قتيلاً وجريحاً، بينهم 920 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، إضافة إلى تدمير آلاف الدبابات والمركبات والمدفعية والطائرات المسيّرة منذ 2022".

تأتي التطورات السياسية والميدانية قبل اجتماع جنيف الذي قد يشكّل محطة مفصلية في مسار الحرب المستمرة منذ ما يقارب أربع سنوات.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.