3 شهداء جراء خروقات الاحتلال في غزة.. ومناشدة فلسطينية لتوفير مستلزمات الإيواء للنازحين
قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 3 فلسطينيين بينهم طفل وسيدة، في حادثي إطلاق نار منفصلين ببلدة جباليا شمالي غزة، إثر توغل قوة عسكرية في مناطق وجود النازحين، بينما ناشدت الحكومة الفلسطينية لتوفير مستلزمات الإيواء بالقطاع.
يأتي ذلك في خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال شهود عيان إن قوة إسرائيلية مؤلفة من عدة آليات عسكرية وجرافات ومعززة بقوة مشاة توغّلت صباح الأربعاء لمسافة مئات الأمتار في منطقة "الترنس" ومحيطها وسط مخيم جباليا، وهي من ضمن المناطق التي سبق أن انسحب منها جيش الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار الشهود إلى أن القوة الإسرائيلية نفذت أعمال تجريف، ودفعت بالمكعبات الخرسانية الصفراء (التي تعتبر علامات فاصلة بين المناطق التي انسحب منها الجيش وتلك التي يواصل احتلالها) إلى مواقع متقدمة داخل المناطق التي يوجد بها نازحون، وسط إطلاق نار كثيف منع الأهالي وطواقم الإسعاف من التحرك.
وقالت مصادر طبية، إن الطفل زاهر ناصر شامية (16 عاماً) استشهد متأثراً بإصابة خطيرة جراء رصاص القوة الإسرائيلية المتوغلة، وأشارت إلى أن طواقم الإسعاف تعذر عليها الوصول إلى المنطقة بسبب إطلاق نار كثيف من الجيش الإسرائيلي ما أدى لوفاة الطفل شامية.
وفي هجوم آخر، أفادت المصادر بوصول جثماني رجل وامرأة إلى المستشفى بعد استهدافهما بإطلاق نار مباشر من رافعات عسكرية نصبها جيش الاحتلال في محيط منطقة مخيم حلاوة للنازحين ببلدة جباليا.
وفي وقت سابق الأربعاء، أصيب 5 فلسطينيين بينهم طفلان، في عدة هجمات منفصلة نفذتها طائرات مسيرة ومدفعية إسرائيلية وسط وجنوبي قطاع غزة.
حصيلة الضحايا
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، في وقت سابق الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 70 ألفاً و369 شهيداً، و171 ألفاً و69 مصاباً، وقالت إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال 24 ساعة "3 شهداء بينهم 1 انتشال و5 إصابات"
وأوضحت أنه منذ وقف إطلاق النار وصل إجمالي الضحايا إلى "379 شهيداً و992 مصاباً" فضلاً عن انتشال 627 جثماناً من تحت أنقاض ما خلفته الإبادة الإسرائيلية، وأضافت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 "ارتفعت إلى 70 ألفاً و369 شهيداً و171 ألفاً و69 إصابة".
وإلى جانب قصفها المتواصل، تخرق إسرائيل الاتفاق بمنعها إدخال قدر كاف من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة المحاصر، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.
والثلاثاء، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن إسرائيل ارتكبت 738 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في شهرين، تنوعت بين إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين، و37 جريمة توغل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية.
كما رصد المكتب "358 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عزل ومنازلهم، و138 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية"، وأكد أن هذه الخروقات تمثل "انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، وتقويضاً متعمداً لجوهر بنود البروتوكول الإنساني الملحق به".
مستلزمات الإيواء
بدورها، أطلقت الحكومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، مناشدة عاجلة إلى المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية والجمعيات المحلية، لتوزيع مستلزمات الإيواء بشكل فوري على النازحين الأكثر تضرراً، في ظل المنخفض الجوي الذي يؤثر في القطاع منذ ساعات الفجر.
وقالت "غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في قطاع غزة"، في بيان صحفي، إن الأمطار الغزيرة خلال ساعات الليل أدت إلى غرق عشرات الخيام وتلف ممتلكات النازحين، ما ضاعف معاناتهم نتيجة غياب وسائل الحماية الكافية من البرد والعواصف.
وحذّرت من أن استمرار هذا الوضع قد يتسبب بوقوع وفيات بين الأطفال وكبار السن، مع انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل الحماية الأساسية داخل مراكز الإيواء والخيام.
وأوضحت الغرفة أن قطاع غزة "يحتاج إلى أكثر من 300 ألف خيمة ووحدة إيواء مؤقتة لتأمين الحد الأدنى من المأوى للعائلات المتضررة، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالمساكن والبنية التحتية خلال العامين الماضيين".
والثلاثاء، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من منخفض جوي قطبي سيؤثر في القطاع بدءاً من اليوم الأربعاء وحتى مساء الجمعة، ويهدد مئات آلاف العائلات النازحة في القطاع، وأعرب عن بالغ قلقه من التداعيات المتوقعة للمنخفض الجوي وما يحمله من مخاطر حقيقية تتمثل في غرق الخيام، واجتياح مياه الأمطار لمناطق النزوح العشوائي.
وقال إن "هذا الواقع المناخي يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة".
وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار، جراء تداعيات عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية بدعم أمريكي.