انطلاق "سفينة الخير" التاسعة عشرة المحملة بالمساعدات إلى غزة من ميناء مرسين التركي
انطلقت "سفينة الخير" التركية التاسعة عشرة اليوم السبت، من ميناء مرسين جنوبي تركيا نحو ميناء العريش المصري، والمحملة بالمساعدات الإنسانية التي أعدَّتها جمعية الهلال الأحمر التركي بمساهمة جمهورية كوسوفو، من أجل الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتتواصل الأنشطة الإنسانية إلى غزة بوتيرة متسارعة بريادة تركيا، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع حيّز التنفيذ يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، منهياً حرب إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل على مدار عامين.
وتحمل السفينة التي انطلقت من مرسين وأعدها الهلال الأحمر التركي بمساهمة من كوسوفو، نحو 1300 طن من المواد الغذائية والتنظيف والمستلزمات المعيشية.
وانطلقت السفينة من ميناء مرسين وسط مراسم وداع حضرها مسؤولون أتراك، إلى جانب سفير كوسوفو في أنقرة، أغون فرينيزي.
ومن المتوقع أن تصل السفينة إلى ميناء العريش في مصر، وسيجري تفريغ المساعدات هناك لنقلها لاحقاً إلى غزة.
وخلال وداع السفينة، قال عضو مجلس إدارة الهلال الأحمر التركي كامل قره دنيز، إنهم "اجتمعوا اليوم لتوديع رحلة تنقل إلى غزة رحمة الشعب التركي ودعاءه ومسؤوليته الإنسانية".
وأوضح قره دنيز أن المأساة الإنسانية المستمرة في غزة منذ أكثر من عامين تركت آثاراً عميقة في ضمير الإنسانية جمعاء، لافتاً إلى أن الهلال الأحمر التركي يُصغي يومياً لما يجري في غزة.
من جانبه، قال سفير كوسوفو، فرينيزي، إن هذه المساعدات تمثل جهداً صادقاً للتضامن مع المدنيين الفلسطينيين في غزة الذين يكافحون من أجل البقاء وسط حالة من الغموض والخسائر.
وأوضح فرينيزي أن كوسوفو قدّمت مساهمة قدرها 500 ألف يورو لمهمة الإغاثة بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي، مشيراً إلى أن المساعدات الإنسانية لا تقتصر على الأرقام أو القوائم أو جداول الشحن، وأن هذه الجهود تعكس إيماناً مشتركاً بأن الكرامة الإنسانية لا ترتبط بالظروف.
وأكد سفير كوسوفو أن "السفينة التي غادرت ميناء مرسين اليوم لا تحمل فقط المواد التي أرسلناها، بل تحمل أيضاً مشاعر الرحمة المشتركة، وإرادة التضامن، وإيماننا بمستقبل أكثر أملاً".
وعبّر عن أمله في أن تصل هذه المساعدات إلى المحتاجين في غزة خلال أسرع وقت ممكن، وأن تخفف، ولو قليلًا، من الصعوبات التي يواجهونها.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على غزة أكثر من 70 ألف شهيد وما يزيد على 171 ألف جريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً مع تكلفة إعادة إعمار قدَّرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.