الاحتلال يقصف طوباس وقباطية شمالي الضفة.. وتوثيق أكثر من ألفي اعتداء للجيش والمستوطنين خلال نوفمبر

شهدت الضفة الغربية المحتلة مساء الثلاثاء تصعيداً إسرائيلياً بين اعتقالات واقتحامات، وقصف بالمروحيات، فيما وثقت هيئة حكومية فلسطينية 2144 اعتداء نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

By
2144 اعتداء لجيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي / AA

واستهدفت مروحيات الاحتلال الإسرائيلي مساء الثلاثاء، بنيران رشاشاتها مناطق بمدينة طوباس وبلدة قباطية شمالي الضفة، حيث أطلقت مروحيات من طراز "أباتشي"، أمريكية الصنع، النيران في طوباس، وسُمع ذلك عدة مرات مساء اليوم.

ولا تتوفر معلومات عن الأماكن المستهدفة، كما لم يتم التبليغ عن إصابات حتى الآن.

وفي بلدة قباطية جنوب جنين، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن مصادر محلية، أن مروحيات إسرائيلية من طراز "أباتشي" أطلقت الرصاص الحي الثقيل على منطقة جبل الزكارنة في البلدة.

وتشهد محافظة طوباس منذ أكثر من أسبوع، تصعيداً عسكرياً خلّف دماراً واسعاً في البنية التحتية والممتلكات، إضافة إلى إصابة مئات الفلسطينيين واعتقال عشرات آخرين.

كما أعلن جيش الاحتلال ظهر الثلاثاء، فرض حظر تجوال شامل في بلدة قباطية، حتى إشعار آخر، وفق ما أعلنت البلدية في بيان. يأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري إسرائيلي واسع بالضفة الغربية المحتلة، منذ أيام، تضمن عمليات دهم، وهدم منازل، وإغلاق مدن.

وشمل هذا التصعيد الثلاثاء، محافظات الخليل جنوبا، ورام الله بالوسط، ونابلس وطوباس شمالاً، حيث فرض الجيش إجراءات مشددة على الحركة اليومية للفلسطينيين وأغلق شوارع رئيسية، ودهم منازل فلسطينيين، ما أدى إلى تعطيل الخدمات العامة والمدارس.

ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، تشهد مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم شمالي الضفة الغربية عملية عسكرية هدم جيش الاحتلال خلالها آلاف المنازل وأجبر نحو 32 ألف فلسطيني على النزوح، حسب معطيات رسمية.

اعتقالات وإصابات

وفي نابلس، اعتقلت قوات إسرائيلية خاصة مساء الثلاثاء شاباً بعد مداهمة بناية في منطقة الجبل الشمالي، مستخدمة قنابل الغاز والصوت. وفي وقت سابق فجّر جيش الاحتلال شقة أسير فلسطيني في المدينة بعد إنذارات إخلاء للسكان المحيطين بالمنطقة.

وشمال القدس، أصيب شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال في أثناء محاولته اجتياز الجدار الفاصل في بلدة الرام، في حادثة تتكرر يومياً تقريباً مع سعي عمال فلسطينيين للوصول إلى أماكن عملهم التي مُنعوا من العودة إليها خلال العامين الماضيين، إذ استشهد منذ بدء الحرب 44 عاملاً واعتُقل أكثر من 32 ألفاً خلال محاولتهم العمل داخل الخط الأخضر.

وفي السياق، وثّقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية 2144 اعتداءً نفذها الجيش والمستوطنون في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بينها 1523 اعتداءً من الجيش و621 اعتداء للمستوطنين، تركزت بالأساس في رام الله والخليل وبيت لحم ونابلس.

وشملت الاعتداءات اعتداءات جسدية مباشرة، واقتلاع وحرق أشجار، ومنع قاطفي الزيتون من أراضيهم، والاستيلاء على ممتلكات، وهدم منازل ومنشآت زراعية.

كما حاول المستوطنون إقامة 19 بؤرة استيطانية جديدة بدعم سياسي واضح، فيما استولت إسرائيل على 2800 دونم من أراضي الفلسطينيين، ودرست مخططات هيكلية جديدة تشمل 23 مخططاً استيطانياً.

وتؤكد الهيئة أن هذا التصعيد "منهجي ومنظّم يهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها وفرض نظام استعماري عنصري متكامل"، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي أسفرت خلال عامين عن أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمار واسع تُقدّر الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.

ويواصل جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم وتصعيدهم في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1087 فلسطينياً، وإصابة قرابة 11 ألفاً، واعتقال ما يزيد على 21 ألفاً آخرين.