فيدان: تركيا تقود تحركات دولية من غزة إلى أوكرانيا ودورها يحظى بثقة دولية
قدّم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، عرضاً لموازنة وزارة الخارجية لعام 2026 أمام الجلسة العامة للبرلمان التركي، مؤكداً أن تركيا واصلت خلال عام 2025 أداء دور محوري في الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار ونزيف الدم في غزة.
وقال فيدان إن قضايا الأمن السيبراني والقطب الشمالي والفضاء ستأخذ حيزاً أكبر من الأجندة الدولية خلال المرحلة المقبلة، مشدداً على أن تركيا تتبنى، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، سياسة خارجية متعددة الأبعاد واستباقية، دون الابتعاد عن الواقعية والحكمة.
وأوضح أن أنقرة برزت كجهة تحظى بالثقة الدولية في ملفات تمتد من غزة وأوكرانيا إلى جنوب القوقاز والقرن الإفريقي، بفضل دورها في الوساطة وتسهيل الحوار.
وانتقد فيدان سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي قال إنها تجاوزت غزة لتمتد إلى لبنان وسوريا واليمن وإيران وقطر، معتبراً أن ذلك يرسخ حالة عدم الاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن "فظاعة ما يجري" أسهمت في إحداث "يقظة دولية".
وأضاف أن اعتراف 11 دولة إضافية بدولة فلسطين حوّل حل الدولتين إلى "توافق عالمي"، في وقت يعترف أربعة من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بدولة فلسطين.
ولفت فيدان إلى أن جهود الوساطة بقيادة تركيا شهدت تقدماً مهماً عبر مبادرات دبلوماسية شارك فيها الرئيس أردوغان، ومع دخول اتفاق 10 أكتوبر/تشرين الأول حيز التنفيذ.
وقال إن الأولويات المقبلة تشمل تثبيت وقف إطلاق النار، والشروع في إعادة إعمار غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا انقطاع، مع التأكيد أن الهدف النهائي هو "قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وعلى صعيد الملفات الإقليمية الأخرى، شدد فيدان على أن تركيا تواصل مساعيها لمنع امتداد حرب روسيا وأوكرانيا إلى البحر الأسود، مع التمسك بالتطبيق الدقيق لاتفاقية مونترو.
وأعلن أن سوريا استعادت عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي بدعمٍ تركي، وأن بلاده ترى في تنفيذ "اتفاق 10 مارس/آذار" خطوة أساسية لتعزيز الاستقرار هناك، مشيراً إلى عودة نحو 560 ألف سوري طوعاً وبشكل آمن إلى بلدهم.
وفي ما يخص العراق، أكد فيدان وجود توافق كامل مع بغداد بشأن مكافحة الإرهاب، مشدداً على دعم تركيا لحماية حقوق التركمان.
كما أعرب عن أمله في تشكيل حكومة عراقية جديدة شاملة ومتوازنة في أقرب وقت.
وتناول فيدان أيضاً ملفات شرق المتوسط واليونان وجزيرة قبرص وليبيا ومصر وإيران، مؤكداً أن تركيا ستواصل حماية حقوقها ومصالحها، وتعزيز التعاون الإقليمي، والتزام الحلول الدبلوماسية لخفض التوترات.