إعلام عبري يكشف تفاصيل تهريب فلسطينيين من غزة إلى جنوب إفريقيا وسط تحقيقات رسمية من جوهانسبرغ

كشفت وسائل إعلام عبرية، السبت، تفاصيل عملية تهريب عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة إلى جنوب إفريقيا على متن طائرة مستأجرة دون وثائق رسمية، في واقعة أثارت تحقيقاً رسمياً في جوهانسبرغ ومخاوف حقوقية من محاولات تهجير منظمة من القطاع.

By
أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا فتح تحقيق في ملابسات وصول طائرة تقل عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة دون وثائق رسمية

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنّ منظمة تُسمّى "المجد"، مقرها في القدس، تقف وراء إخراج أكثر من 150 فلسطينياً. وتعمل هذه المؤسسة التي تأسست في 2010 على تهجير الفلسطينيين من القطاع بذريعة "المساعدة"، كما تزعم أنها "تساعد المجتمعات المسلمة في مناطق النزاع"، وفق يديعوت أحرونوت.

وذكرت الصحيفة أن إسرائيل رافقت الحافلات التي نقلت الفلسطينيين من نقطة تجمّع داخل غزة إلى معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرة تل أبيب، ثم إلى مطار رامون جنوبي إسرائيل، حيث أقلعت طائرة خاصة نحو نيروبي قبل أن تتوجه إلى جوهانسبرغ.

والخميس، قالت صحيفة هآرتس العبرية إنّ "مجموعة غادرت غزة تضم عائلات وأطفالاً صغاراً صباح الأربعاء، ومرّت عبر معبر كرم أبو سالم بعد تفتيش إسرائيلي، ثم نُقلت بالحافلات إلى مطار رامون".

بعد ذلك، "استقلّوا طائرة مستأجرة متجهة إلى نيروبي عاصمة كينيا، ثم استقلّوا طائرة مستأجرة أخرى، هبطت في جوهانسبرغ"، وفق هآرتس.

ورغم عدم صدور تعقيب رسمي من إسرائيل، فإنّ هآرتس نقلت قُبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن مصدر أمني إسرائيلي لم تُسمِّه قوله: "قرر المستوى السياسي في إسرائيل تسهيل خروج الفلسطينيين من غزة، من خلال تخفيف المعايير الأمنية".

ومراراً تحدّث وزراء بالحكومة الإسرائيلية عن فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة التي شنتها تل أبيب على مدار عامين.

وأثارت سرّية الرحلة مخاوف منظمات حقوق الإنسان التي حذّرت من أن العملية قد تشكل جزءاً من "مسعى إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من القطاع". ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية غسان عليان قوله إنّ تل أبيب حصلت على إذن من "دولة ثالثة" لاستيعابهم دون تسميتها.

من جهتها، قالت السفارة الفلسطينية في جنوب إفريقيا إنّ الرحلة "نُظمت من قِبل منظمة غير مسجلة ومضللة استغلّت معاناة أهالي غزة وخدعت العائلات وجمعت أموالاً ثم تخلّت عنهم عند ظهور التعقيدات".

والجمعة، أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا فتح تحقيق شامل لمعرفة الجهة التي تقف وراء الطائرة المستأجرة، مؤكداً أنه أمر باستقبال الفلسطينيين وعدم إعادتهم إلى غزة "رغم عدم امتلاكهم وثائق سفر"، لأنهم يأتون من "دولة مزقتها الحرب".

وقالت سلطات الحدود في جنوب إفريقيا، في بيان، إنه سُمح بدخول عشرات الفلسطينيين وصلوا إلى مطار أو آر تامبو الدولي في مدينة جوهانسبرغ، الأربعاء، قادمين من كينيا، بعد رفض دخولهم في البداية لعدم استيفائهم شروط الهجرة.

وفي تصريحات نقلتها وكالة أسوشتيد برس الأمريكية، الجمعة، قال رئيس جنوب إفريقيا إن "أجهزة الاستخبارات في البلاد تحقق في الجهة التي تقف وراء طائرة مستأجرة هبطت في جوهانسبرغ، وعلى متنها أكثر من 150 فلسطينياً قادمين من غزة التي مزقتها الحرب، دون أن يحملوا وثائق سفر رسمية".

ورغم عدم صدور تعقيب رسمي من إسرائيل التي تسيطر على أكثر من نصف مساحة قطاع غزة، فإنها بحثت سابقاً مع دول، بينها جنوب السودان، إمكانية تهجير فلسطينيي القطاع إليها، وفق ما أوردته أسوشتيد برس في أغسطس/آب الماضي.

يُذكر أن جنوب إفريقيا رفعت نهاية 2023 دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، لارتكابها إبادة في قطاع غزة.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، منهياً إبادة خلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف جريح، ودماراً هائلاً طال 90% من البنى التحتية المدنية بخسائر أولية تقدر بنحو 70 مليار دولار.

وتشير تقديرات إسرائيلية نشرتها يديعوت أحرونوت إلى أن نحو 40 ألف فلسطيني غادروا القطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.