الرياح والأمطار تقتلع وتغرق خيام نازحين في غزة تزامناً مع تواصل الخروقات الإسرائيلية

تسببت رياح قوية وأمطار غزيرة مساء السبت، في غرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى بمناطق متفرقة من قطاع غزة، تزامناً مع تواصل خروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

By
تسببت رياح قوية وأمطار غزيرة، مساء السبت، في غرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى في قطاع غزة / AP

ويضرب منخفض جوي قطاع غزة، ما فاقم معاناة عائلات فلسطينية دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي منازلها خلال حرب الإبادة التي استمرت عامين.

وذكر شهود عيان أن مياه الأمطار غمرت خياماً تؤوي نازحين في مناطق منخفضة، فيما اقتلعت الرياح خياماً أخرى، ما اضطر عائلات بينها أطفال إلى الخروج إلى العراء وسط طقس بارد، وباءت محاولات أصحاب الخيام لتثبيتها بالفشل، بسبب شدة الرياح وقوة العاصفة.

وأوضح الراصد الجوي ليث العلامي للأناضول، أن قطاع غزة يتأثر بمنخفض جوي قطبي جديد مصحوب بأمطار ورياح قوية، ما يزيد معاناة الفلسطينيين المقيمين في خيام هشة ومراكز إيواء تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.

ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية في غزة في ديسمبر/كانون الأول الجاري، لقي 17 فلسطينياً بينهم 4 أطفال مصرعهم، فيما غرق نحو 90 بالمئة من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم، وفق بيان سابق للدفاع المدني بالقطاع.

كما أدت المنخفضات إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، وفق معطيات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وانهار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف إسرائيلي سابق خلال أشهر الإبادة، بفعل الأمطار والرياح. ويلجأ الفلسطينيون مضطرين إلى السكن في مبانٍ متصدعة آيلة للسقوط لانعدام الخيارات وسط تدمير جيش الاحتلال معظم المباني في القطاع، ومنعها إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف النار.

مخاطر انتشار الأوبئة

من جانبه حذر اتحاد بلديات قطاع غزة السبت، من مخاطر انتشار الأوبئة وتدهور الوضع الصحي بالقطاع، مع استمرار منع إسرائيل إدخال كميات كافية لتشغيل المرافق الحيوية.

وقال الاتحاد في بيان، إن بلديات قطاع غزة تعاني "أزمة وقود حادة"، أثرت مباشرة في قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، لا سيما في أوقات الطوارئ ومع دخول فصل الشتاء.

وأوضح أن هذا النقص أدى إلى عدم قدرة مضخات المياه والصرف الصحي على العمل، ما يرفع مخاطر انتشار الأوبئة وتدهور الصحة العامة، محذّراً من أن استمرار الأزمة ينذر بتداعيات بيئية وصحية خطيرة.

وأضاف أن "تراكم النفايات وعدم القدرة على إزالتها يفاقمان التهديدات البيئية، في وقت تعجز فيه الآليات المتبقية عن إزالة الركام وفتح الطرق، ما يعوق حركة مركبات البلديات والدفاع المدني والإسعاف، ويضعف الاستجابة للحالات الطارئة".

وأشار الاتحاد إلى أن "الأوضاع الإنسانية والخدمية مرشحة لمزيد من التدهور مع دخول المنخفضات الجوية والأمطار الغزيرة، في ظل الحاجة إلى كميات كبيرة من الوقود لتشغيل المضخات والمعدات".

وقال إن "استمرار نقص الوقود يهدد بتوقف خدمات البلديات في غزة، ما يستدعي فتحاً فورياً للمعابر وتوفير الإمدادات والكميات الكافية من الوقود، لضمان استمرار الحد الأدنى من الخدمات الإنسانية والصحية، بخاصة في ظل ظروف الطوارئ والشتاء القاسية".

في غضون ذلك أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة السبت، مصرع طفل سقط داخل بئر مياه في منطقة السودانية شمالي القطاع، بعد محاولات إنقاذ استمرت لساعات.

وقال الدفاع المدني (الحماية المدنية) في بيان: "تَمكنَّا من انتشال جثمان طفل سقط داخل بئر مياه بمنطقة السودانية ونقله إلى المشفى".

وفي وقت سابق السبت باشرت طواقم الدفاع المدني عمليات بحث وإنقاذ للطفل، مستخدمة وسائل بدائية في ظل نقص حاد في المعدات.

وأظهرت مشاهد من موقع الحادثة طواقم الدفاع المدني وهي تخوض في مياه موحلة داخل حفرة غمرتها الأتربة، معتمدة على المصابيح اليدوية وأجسادها للوصول إلى عمق البئر، في سباق مع الزمن وسط ظروف بالغة الخطورة.

وجرت محاولات الإنقاذ في سياق أوضاع إنسانية قاسية يشهدها قطاع غزة، نتيجة الدمار الواسع ونقص الإمكانيات والمعدات اللازمة لعمليات الطوارئ، التي خلفتها حرب الإبادة الإسرائيلية.

وعلى مدار عامين من الحرب، فقد جهاز الدفاع المدني معظم معداته وآلياته بفعل القصف، وباتت طواقمه تعتمد على ما تبقى من سيارات متهالكة ومعدات بسيطة لا تواكب حجم الكوارث المتلاحقة في القطاع.

خروقات إسرائيلية

على صعيد الخروقات الإسرائيلية، أصاب جيش الاحتلال السبت فلسطينيَّين اثنين بالرصاص في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، في منطقة انسحب منها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد مصدر طبي بإصابة فلسطينيين اثنين برصاص إسرائيلي في الصدر والرأس، بمخيم جباليا المدمر شمالي القطاع، بلا تفاصيل عن مدى خطورة إصابتيهما.

وقال شهود عيان إن الفلسطينيَّين أصيبا بالرصاص في منطقة انسحب منها الجيش الإسرائيلي بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، مشيرين إلى نقل الإصابتين إلى مستشفى الشفاء غربي مدينة غزة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر السبت استهدافاته لمختلف أنحاء قطاع غزة بتنفيذ عمليات قصف وإطلاق نيران صوب مناطق الفلسطينيين.

ومنذ سريان الاتفاق ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الخروقات ما أسفر عن استشهاد 414 فلسطينياً وإصابة ألف و142 آخرين، وفق معطيات وزارة الصحة.

ورغم انتهاء الإبادة بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، لم تشهد الأوضاع المعيشية تحسناً كبيراً، بسبب تنصل إسرائيل من الإيفاء بالتزاماتها التي نصّ عليها الاتفاق بما فيها إدخال الكميات المتفق عليها من الموادّ الغذائية والإغاثية والطبية والبيوت المتنقلة.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدأت إسرائيل إبادة بغزة استمرت عامين وخلّفَت نحو 71 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح، ودماراً هائلاً طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، بتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.