بعد أكثر من 45 عاماً.. لبنان يتسلم من ليبيا ملف التحقيق الكامل في اختفاء موسى الصدر
تسلم لبنان، الاثنين، من ليبيا ملف التحقيق في قضية اختفاء مؤسس حركة أمل اللبنانية موسى الصدر، الذي لا يزال مصيره مجهولاً منذ عام 1978.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس اللبناني جوزيف عون وفداً من حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة إبراهيم الدبيبة، مستشار الأمن القومي والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الليبي، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وتُحمِّل الطائفة الشيعية في لبنان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي مسؤولية اختطاف الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب، والصحفي عباس بدر الدين، في ليبيا في أثناء زيارة إليها في 25 أغسطس/آب 1978، لكن النظام السابق نفى التهمة، وأكد أن الثلاثة غادروا طرابلس إلى إيطاليا.
وحسب بيان للرئاسة اللبنانية، لفت وزير الدولة الليبية للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي إلى أن الوفد سلّم قاضي التحقيق اللبناني في قضية تغييب الإمام موسى الصدر ملف التحقيق الذي أجرته السلطات الليبية "كاملاً".
وأوضح أن الوفد أبدى الاستعداد للتعاون في سبيل توفير كل المعطيات المتصلة بهذه القضية.
ونقل المستشار الدبيبة إلى الرئيس عون رغبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة في إعادة تفعيل العلاقات اللبنانية-الليبية، وفتح أبواب جديدة من التواصل بين البلدين.
كما أكد رغبة الحكومة الليبية في "إيجاد حلول للملفات العالقة من خلال فتح صفحة جديدة، لا سيما أن لبنان دولة شقيقة ومهمة وتلعب دوراً اساسياً في المنطقة"، وفق البيان.
وأشار المستشار إلى ان الحكومة الليبية ترغب في "تجديد العلاقات الاقتصادية والتنموية والتجارية مع لبنان، نظراً إلى ما يجمع البلدين من أواصر الأخوة والتعاون".
وأكد الرئيس عون "ضرورة إزالة كل العوائق القانونية والقضائية بهدف إعادة العلاقات اللبنانية-الليبية إلى طبيعتها، وتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة”، وفق الرئاسة اللبنانية.
ورحب عون بأي خطوة من شأنها المساعدة في التحقيقات الجارية في ملف تغييب الإمام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين.
وقبل ثلاثة أسابيع، قرر القضاء اللبناني الموافقة على إخلاء سبيل هنيبال القذافي، نجل الراحل معمر القذافي، المتهم في القضية، مقابل كفالة قيمتها 11 مليون دولار ومنعه من السفر.
وفي 2015 اختطف مجهولون هانيبال في سوريا ونُقل إلى لبنان الذي أصدرت حكومته آنذاك قراراً باعتقاله، وما زال يقبع في سجونه حتى الآن ضمن تحقيق في القضية.
ويُعَدّ الصدر مؤسس حركة أمل اللبنانية عام 1974 تحت اسم "حركة المحرومين".
الصدر وُلد في مدينة قم الإيرانية عام 1928 وتلقى فيها دروسه الدينية الأولى قبل أن يغادر إلى مدينة النجف العراقية لإكمال دراساته الدينية العليا، ومن ثم عاد إلى إيران بعد حركة يوليو/تموز 1958 التي أطاحت بالحكم الملكي في العراق.
وسُجِّل آخر ظهور للإمام الصدر في ليبيا التي زارها مع اثنين من مساعديه في 25 أغسطس/آب 1978، لعقد اجتماع مع زعيمها الراحل.
وشوهد اللبنانيون الثلاثة للمرة الأخيرة يوم 31 من الشهر ذاته، قبل أن يختفوا تماماً بشكل غامض، ليبقى مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.