"القسام" تضلل الاحتلال خلال استخراج جثث الأسرى إثر اتهامها بفبركة مشهد انتشال

نفت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء الأربعاء، اتهامات إسرائيلية لها بـ"فبركة" مشهد العثور على جثة أسير إسرائيلي في قطاع غزة.

By
سيارات الصليب الأحمر برفقة معدات البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين في حي الشجاعية شمالي غزو

وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي مقطعاً مصوراً زعم أنه يوثّق استخراج عناصر من "القسام" "بقايا جثة من داخل مبنى أعد مسبقاً، قبل دفنها بالأرض في مكان قريب".

وأضاف: "بعد ذلك وبوقت قصير استدعت عناصر القسام إلى المكان مندوبي الصليب الأحمر لخلق مظهر كاذب للعثور على جثة مختطف (أسير)"، حسب زعمه.

ورداً على ذلك، قالت "القسام" في مقطع فيديو نشرته على قناتها في تليغرام الأربعاء، تفاصيل ما وصفته بـ"الخداع الأمني" الذي استخدمته خلال عمليات استخراج جثث الأسرى الإسرائيليين.

وقالت إن "العدو راقب أعمال استخراج جثث قتلاه عبر الطيران المسيّر، وأضاف مواقع احتجاز الجثث إلى بنك أهدافه، ثم استهدفها خلال موجات القصف الإجرامية بعد وقف إطلاق النار".

وأضافت أن "مقطع الفيديو الذي بثه العدو (الجيش الإسرائيلي) لعملية استخراج إحدى الجثث (من قبل عناصرها) كانت عبارة عن عملية تضليل نفذها أمن المقاومة، وانطلت على العدو، فحاول استغلالها لتشويه المقاومة".

وفي المقطع الذي بثّته كتائب القسام، ظهرت عناصر تابعة لها وهي تضع جثة وهمية مكوّنة من قطع قماش داخل كفن أبيض في الموقع الذي صورته الطائرات الإسرائيلية، بهدف تضليلها وإيهامها بوجود عملية حقيقية لانتشال جثة أسير.

وأكدت أنها اعتمدت عدداً من "أساليب الخداع خلال عمليات استخراج الجثث لتضليل العدو وحرمانه من المعلومات الحقيقية".

وأضافت: "أخلاق مقاومتنا النبيلة وتعاليم ديننا الحنيف في التعامل مع الأسرى وجثامين القتلى، لا تستوعبها عقول النازيين ومصاصي الدماء".

وتؤكد حماس مراراً، أن المزاعم الإسرائيلية حول "تباطؤ المقاومة" في التعامل مع ملف جثامين الأسرى الإسرائيليين، "هي ادعاءات لا أساس لها من الصحة، هدفها تضليل الرأي العام".

وحذرت من أن "الاحتلال يسعى إلى فبركة ذرائع زائفة، تمهيداً لاتخاذ خطوات عدوانية جديدة ضد شعبنا، في تجاوز صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار".

وطالبت "حماس" الوسطاء "والجهات الضامنة بتحمل مسؤولياتهم في وجه هذه العراقيل الخطيرة، وإجبار الاحتلال على وقف ممارساته التضليلية، والسماح للجهات المختصة بإنجاز مهامها الإنسانية بعيداً عن الحسابات السياسية والعدوانية".

ومنذ بدء الاتفاق في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أفرجت حماس عن الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء، وجثث 22 أسيراً من أصل 28، بينما ادعت تل أبيب سابقاً أن إحدى الجثث المتسلَّمة لا تتطابق مع أي من أسراها.

وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من اتفاقها مع "حماس" بتسلُّمها بقية جثث الأسرى، بينما تؤكد الحركة أن الأمر يستغرق وقتاً لاستخراجها نظراً إلى الدمار الهائل بغزة.

في المقابل يوجد 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض دمار حرب الإبادة الإسرائيلية، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة. كما يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قُتل عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.