الخرطوم ترحّب بمساعي الرياض وواشنطن لإحلال السلام في السودان.. وترمب يتعهّد بإنهاء الحرب
رحّب مجلس السيادة الانتقالي في السودان الأربعاء، بجهود السعودية وأمريكا لإحلال "السلام العادل والمنصف" في البلاد، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بدء العمل على ملف الأزمة السودانية بطلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال المجلس في بيان إن الحكومة "تشكر" الرياض وواشنطن على اهتمامهما وجهودهما المستمرة لـ"وقف نزيف الدم السوداني"، مؤكداً استعدادها للانخراط الجاد في مساعي تحقيق السلام.
جاء هذا الموقف عقب تصريحات لترمب خلال مشاركته في "منتدى الاستثمار الأمريكي-السعودي" في واشنطن، قال فيها إن الأمير محمد بن سلمان "سيكون له دور قوي في إنهاء النزاع" بالسودان، وإن واشنطن ستبدأ العمل على الملف فوراً.
وبالتزامن، أكد مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس الأربعاء، التزام الولايات المتحدة "إنهاء الصراع المروّع" في السودان. وقال في تدوينة عبر منصة "إكس" إن واشنطن، بقيادة ترمب وبتعاون مع وزير الخارجية ماركو روبيو، تعمل مع السعودية والإمارات ومصر وشركاء آخرين "لتسهيل هدنة إنسانية وإنهاء الدعم العسكري الخارجي للأطراف".
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ مايو/أيار 2023 محادثات بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في جدة، أسفرت عن اتفاق لحماية المدنيين وعدد من الهدن، غير أن خروقات واسعة دفعت البلدين إلى تعليق المفاوضات.
كما تشارك الرياض وواشنطن في "الآلية الرباعية" إلى جانب مصر والإمارات، التي دعت في سبتمبر/أيلول الماضي إلى هدنة إنسانية أولية لثلاثة أشهر تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية انتقالية تُستكمل خلال 9 أشهر، تقود إلى حكومة مدنية ذات شرعية واسعة.
ومنذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تستولي "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، غربي السودان، وارتكبت مجازر بحق مدنيين حسب منظمات محلية ودولية، فيما أقر قائد تلك القوات محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بحدوث "تجاوزات" من قواته بالمدينة، مدعياً تشكيل لجان تحقيق.
وبالإضافة إلى الغرب، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر "قوات الدعم السريع" حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل/نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.