بوتين يأمر الجيش بـ"تحرير كامل منطقة كورسك".. وروسيا تضع شروطاً لإنهاء الحرب

أفاد الكرملين بأن العملية الروسية لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك غربي البلاد "دخلت مرحلتها الأخيرة"، بينما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة لمركز العمليات العسكرية في المنطقة تزامناً مع مفاوضات بوساطة أمريكية لإنهاء الحرب مع أوكرانيا.

القوات الروسية. / Reuters

وقالت وكالة "تاس" الروسية، اليوم الخميس، نقلاً عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن العملية الروسية لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك غربي روسيا دخلت مرحلتها الأخيرة.

وأمس الأربعاء، ذكر الكرملين في بيان أن الرئيس بوتين، زار مركز العمليات العسكرية في منطقة كورسك للمرة الأولى مرتدياً الزي العسكري.

وخلال زيارته للمركز، أكد بوتين، ضرورة هزيمة القوات الأوكرانية في كورسك في أسرع وقت ممكن واستعادة الحدود الدولية، وأضاف أن الجنود الأوكرانيين الذين ارتكبوا جرائم بحق المدنيين في كورسك هم "إرهابيون" وفقاً للقانون الروسي.

وتلقى بوتين، معلومات حول الوضع في المنطقة من رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف.

وأفاد غيراسيموف، أنه جرى تحرير أكثر من 1100 كيلومتر مربع، ما يعادل 86% من مساحة منطقة كورسك التي دخلها الجيش الأوكراني في أغسطس/آب العام الماضي.

وأضاف أن خسائر الجيش الأوكراني في منطقة كورسك تجاوزت 67 ألف جندي، موضحاً أن القوات الأوكرانية في كورسك محاصرة ومعزولة وتتعرض للتدمير المستمر، بينما تواصل القوات الروسية تحرير الأراضي الروسية بهدف الوصول إلى الحدود في أقرب وقت.

شروط لإنهاء الحرب

وتأتي زيارة بوتين، إلى كورسك، بعد موافقة أوكرانيا، على مقترح أمريكي لهدنة مع روسيا تستمر شهراً.

وفي هذا السياق، نقلت "رويترز" عن مصدرين مطّلعين قولهما إن مسؤولين روساً وأمريكيين ناقشوا شروطاً قدمتها موسكو لإنهاء الحرب، خلال محادثات حضورية وافتراضية على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.

ووصف المصدران شروط الكرملين بأنها "فضفاضة" ومشابهة للمطالب التي سبق أن قدمها لأوكرانيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وشملت تلك الشروط السابقة عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وإبرام اتفاق بعدم نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، واعترافاً دولياً بمزاعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتبعية شبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات لروسيا.

كما طالبت روسيا الولايات المتحدة و الناتو خلال السنوات الأخيرة بمعالجة ما وصفتها "بالأسباب الجذرية" للحرب، بما في ذلك توسع الحلف شرقاً.

والثلاثاء، شهدت مدينة جدة السعودية انطلاق محادثات أمريكية-أوكرانية لبحث التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين كييف وموسكو، وذلك برئاسة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندريه سيبيها.

استمرار المواجهات

وصباح اليوم الخميس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إسقاط وتدمير 30 مسيّرة فوق منطقة بريانسك (غرب) على الحدود مع أوكرانيا و25 مسيّرة فوق كالوغا، كما جرى اعتراض المزيد من المسيّرات فوق مناطق كورسك وفورونيج وروستوف وبلغورود.

في المقابل تعرضت عدة مدن أوكرانية لهجمات صباح اليوم الخميس، ما أدى إلى مقتل امرأة في خيرسون، بحسب رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة رومان مروشكو.

كما أفادت السلطات في كييف ودنيبروبيتروفسك عن هجمات باكراً صباح اليوم.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلّي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره الأخيرة تدخلاً في شؤونها.