ماذا نعرف عن عبد القادر الصالح "حجي مارع" أحد أبرز قادة الثورة السورية بعد 12 عاماً من رحيله؟
تحل في هذه الأيام الذكرى السنوية الثانية عشرة لرحيل عبد القادر الصالح، حجي مارع، أحد أبرز قادة الثورة السورية في حلب، إذ برز اسمه في كل من الحراك السلمي ثم العمل العسكري ضد نظام الأسد المخلوع.
تحلّ اليوم الذكرى الثانية عشرة لرحيل القائد العسكري في لواء التوحيد بمحافظة حلب، عبد القادر الصالح (أبو محمود)، المعروف بلقبه "حجي مارع"، وأحد أبرز القادة الميدانيين في الثورة السورية.
وُلد الصالح في بلدة مارع بريف حلب الشمالي عام 1979، وكان متزوجاً وأباً لخمسة أطفال، قبل أن يصبح لاحقاً واحداً من أبرز الوجوه العسكرية التي برزت في صفوف المعارضة خلال سنواتها الأولى.
وبحسب ما توثّقه مؤسسة الذاكرة السورية، فقد عمل عبد القادر الصالح قبل الثورة في تجارة الحبوب والمواد الغذائية، قبل أن يتصدر الحراك الثوري السلمي في بلدته مارع.
وانتقل الصالح لاحقاً إلى العمل العسكري، مُشاركاً في تأسيس وقيادة المجلس الثوري في حلب وريفها، الذي أُعلن عنه في 21 ديسمبر/كانون الأول 2011.
وبعد ذلك أسس كتيبة قبضة الشمال، مطلع 2012، قبل أن تندمج كتائب الجيش الحر في ريف حلب الشمالي ضمن لواء أحرار الشمال في 9 مارس/آذار من العام نفسه، وفق ما تشير إليه المؤسسة.
وتشير المؤسسة كذلك إلى مشاركة الصالح في قيادة معارك التحرير في ريف حلب الشمالي، وظهوره في تسجيلات مصوّرة خلال معارك تحرير مدينة إعزاز في يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2012، حيث تمركزت المواجهات حول مفرزة الأمن العسكري.
وفي 18 يوليو/تموز 2012 أُعلن عن تشكيل لواء التوحيد بقيادة عبد العزيز السلامة (حجي عندان) قائداً عامّاً، وعبد القادر الصالح (حجي مارع) قائداً عسكرياً، ليصبح اللواء أكبر تجمع لفصائل الجيش الحر في محافظة حلب، بعد انضمام معظم كتائب ريفها الشمالي إلى جانب كتائب من الريفين الغربي والشرقي.
وتصف مؤسسة الذاكرة السورية هذه اللحظة بأنها مفصلية في مسار توحيد قوى المعارضة المسلحة.
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 استهدف الطيران الحربي السوري اجتماعاً لقادة لواء التوحيد في مدرسة المشاة، ما أدى إلى إصابة عبد القادر الصالح إصابة قاتلة.
وتوضح مؤسسة الذاكرة السورية أنه دُفن سراً في بلدته مارع، قبل أن يُعلن اللواء رسمياً استشهاده في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، فيما تُظهِر شهادات موثّقة لدى المؤسسة أنه توفي في اليوم نفسه لإصابته.
وشهدت منصّات التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً مع المناسبة، حيث تداول ناشطون ومؤيدو الثورة منشورات تستعيد دوره العسكري والتنظيمي، وتثمّن تأثيره البارز في معارك الجيش السوري الحر، لا سيما في شمالي سوريا ومحافظة حلب.
وفي إطار تكريم مسيرته، أعلنت مديرية الثقافة في محافظة حلب عن تنظيم فاعلية ثقافية خاصة تستعرض الإرث الثوري والعسكري الذي تركه الصالح، وما حمله من رمزية بارزة في تشكيلات الجيش الحر خلال السنوات الأولى للثورة.