وسط حديث عن هدنة مرتقبة.. الجيش السوداني يتصدى لهجمات بطائرات مسيّرة على أم درمان وعطبرة
تصدّت مضادات الجيش السوداني، فجر الجمعة، لهجمات نفذتها طائرات مسيّرة استهدفت مدينتي أم درمان وعطبرة شمالي البلاد، في وقت تزايدت فيه مؤشرات التحرك الدولي لفرض هدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وأفاد شهود عيان بأن سرباً من الطائرات المسيّرة هاجم شمال مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، حيث سُمعت أصوات المضادات الأرضية التابعة للجيش بكثافة في أرجاء المدينة.
وفي مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمالي السودان، قال شهود إن الطائرات المسيّرة استهدفت المدينة عند الساعة الثالثة فجراً بالتوقيت المحلي، فيما ردّت وحدات الدفاع الجوي التابعة للجيش بإطلاق نيران كثيفة.
ولم يصدر حتى الساعة 8:00 (ت.غ) أي تعليق رسمي من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع بشأن الهجمات.
يأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان قوات الدعم السريع شبه السريع موافقتها على مقترح هدنة قدّمته "الرباعية الدولية" التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، دون الكشف عن تفاصيل بنودها أو آلية تنفيذها، فيما لم يصدر تعقيب فوري من الرباعية أو من الجيش السوداني.
وتتّهم السلطات السودانية قوات الدعم السريع بشن هجمات متكررة باستخدام طائرات مسيّرة على منشآت مدنية في الخرطوم وعدد من المدن، بينما تلتزم الأخيرة الصمت حيال تلك الاتهامات.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، وارتكبت "مجازر بحق مدنيين" وفق تقارير منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي فعلي للبلاد.
وتُسيطر قوات الدعم السريع شبه العسكرية حالياً على الولايات الخمس في إقليم دارفور غربي السودان، باستثناء بعض المناطق الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، بينما يحتفظ الأخير بمعظم مناطق الولايات الـ13 الأخرى في الجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حرباً بين الجيش و“الدعم السريع" بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب في مجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفي مقتل عشرات آلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.