الخرطوم والقاهرة والأمم المتحدة تبحث تطورات السودان.. والبرهان يؤكد التعاون مع "الأغذية العالمي"
بحثت الخرطوم والقاهرة والأمم المتحدة الثلاثاء، تطورات الأوضاع في السودان، خصوصاً بمدينة الفاشر شمال دارفور (غرب) عقب استيلاء "قوات الدعم السريع " على المدينة أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جاء ذلك خلال مباحثات ثلاثية بمدينة بورتسودان جمعت وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم، ونظيره المصري بدر عبد العاطي، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، وركزت على تداعيات الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.
وقال سالم، وفق وكالة الأنباء السودانية، إن المباحثات تناولت "تداعيات دخول المليشيا المتمردة إلى مدينة الفاشر وما أعقب ذلك من موجات نزوح واسعة نتيجة أعمال القتل والانتهاكات"، مشيراً إلى أن اللقاء بحث كذلك أوضاع النازحين في مناطق الدبة بالولاية الشمالية وطويلة بشمال دارفور، ومعاناة المحاصرين في مدن بابنوسة وكادوقلي والدلنج (جنوب).
وأضاف أن "الآراء تطابقت تماماً حول ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته والضغط على المليشيا المتمردة وعلى الدول الداعمة لها"، لافتاً إلى أن الاجتماع ناقش أيضاً "ملف المرتزقة الذين تستقدمهم قوات الدعم السريع من دول مختلفة"، داعياً إلى التعامل مع القضية وفق القانون الدولي.
وأكد الوزير السوداني أن حكومة بلاده "ستواصل جهودها لإخراج المليشيا والمرتزقة من البلاد"، معتبراً أن ما يجري "غزو مباشر يتطلب موقفاً واضحاً من المجتمع الدولي".
وقال محيي الدين سالم: "إن كان المجتمع الدولي يريد مخاطبة الأمور في السودان حقيقة، فعليه أن يتناول الوضع بهذا الوصف والحجم". ولفت إلى أن "الرباعية لم تَصدُر بقرار من مجلس الأمن أو أي منظمة دولية، وبالتالي لا تتعامل معها الحكومة السودانية بصفة رسمية".
وأضاف: "نتعامل مع أشقائنا في مصر وفي السعودية، ومع الأصدقاء في الولايات المتحدة بصفات ثنائية، ونجد كل التفاهم، وننسق معهم كما حصل في تنسيقنا اليوم مع مصر والأمم المتحدة".
وفي سياق متصل، أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان عن حرص السودان على "الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي"، خلال لقائه نائب المدير التنفيذي للبرنامج كارلوس كاو، بحضور وكيل وزارة الخارجية معاوية خالد.
وأوضح خالد أن البرهان شدد على ضرورة احترام البرنامج لسيادة السودان ومراعاة متطلبات الأمن القومي، فيما أكد كاو التزام المنظمة مواصلة العمل الإنساني وإيصال المساعدات لنحو 5 ملايين سوداني شهرياً، مشيراً إلى وصول مساعدات البرنامج مؤخراً إلى مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان.
والأحد، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح 88 ألفاً و892 شخصاً من الفاشر ومحيطها بشمال دارفور، منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ومنذ ذلك التاريخ، تستولي "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أقر قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" من قواته في الفاشر، مدعياً تشكيل لجان تحقيق.
وتستمر الحرب في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد.