"الدعم السريع" تنكل بمدنيي الفاشر وسط أزمة إنسانية ومسؤول يحذر من "تقسيم السودان"
قال وزير سوداني إن "قوات الدعم السريع" تنكل بالمحاصرين في مدينة الفاشر غربي البلاد، فيما حذر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، من "تقسيم السودان" في حال حدوث أي هدنة لا تشمل انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق السكنية.
وقال وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية السوداني، معتصم أحمد صالح في مؤتمر صحفي عقده السبت بمدينة بورتسودان شرقي البلاد، إن الفاشر "لا يزال مواطنون محاصرين فيها ومنعتهم المليشيا (قوات الدعم السريع) من المغادرة، وتمارس جميع أشكال التنكيل في حقهم".
وأضاف حسب وكالة الأنباء السودانية، أن "عدد الضحايا في شمال دارفور بعد اجتياح المليشيا يصل إلى عشرات الآلاف (دون رقم دقيق)"، واصفاً "ما حدث في الفاشر بأنه كارثة إنسانية تهز الضمير، وفصول هذه الكارثة لا تزال مستمرة".
وشدد وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية على أن "السودان سيقتص للدماء التي أريقت في الفاشر وجميع أنحاء البلاد"، مشيراً إلى "مقدرة الدولة على تحقيق القصاص".
وأشار إلى أن "المليشيا المتمردة وبعد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها في حق السودانيين، غير مؤهلة لأن يكون لها أي دور في مستقبل البلاد"، مجدداً "الإصرار على المضي في مسيرة المقاومة ودحر المتمردين وتحرير كل شبر من أرض الوطن".
"تقسيم السودان"
في السياق، حذر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في تدوينة نشرها السبت، عبر حسابه على منصة "إكس"، من أن أي هدنة لا تشمل انسحاب قوات "الدعم السريع" من المناطق السكنية والمستشفيات وتأمين عودة النازحين، تعني "تقسيم السودان".
وأضاف: "الإنسانية لا تتجزأ، الهدنة يجب أن تسبق انسحاب الدعم السريع والمرتزقة من المناطق السكنية والمستشفيات، والإفراج عن المختطفين بمن فيهم الأطفال والنساء وتأمين عودة النازحين".
ومضى متسائلاً: "لمن تكون الهدنة دون حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم؟".
واعتبر حاكم إقليم دارفور أن "أي هدنة بغير ذاك تعني تقسيم السودان".
تأتي هذه التدوينة عقب إعلان "الدعم السريع"، الخميس، موافقتها على "الانضمام إلى الهدنة الإنسانية" التي قالت إن دول "الرباعية" المؤلفة من الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، هي التي اقترحتها.
ولم تذكر "الدعم السريع" بنود الهدنة وآلية تنفيذها، كما لم يصدر على الفور أي تعليق من "الرباعية" ولا الجيش السوداني.
استمرار المعارك
في غضون ذلك، أسقط الجيش السوداني، السبت، طائرة مسيرة لـ "قوات الدعم السريع" في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان جنوبي البلاد.
وقال شهود عيان إن المضادات الجوية التابعة للفرقة الخامسة مشاة بمدينة الأبيض، أسقطت صباح اليوم، طائرة مسيرة لـ"قوات الدعم السريع".
وبث ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر لحظات التصدي للطائرة المسيرة وسط هتاف مواطنين.
والجمعة، تصدت مضادات الجيش السوداني، لسرب مسيرات استهدف مدينتي أم درمان غربي الخرطوم، وعطبرة بولاية نهر النيل شمالي البلاد وفق شهود عيان.
وتتهم السلطات السودانية "قوات الدعم السريع" بتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة على منشآت مدنية في الخرطوم وعدد من مدن البلاد.
"أزمة إنسانية"
وفي وقت سابق السبت، أعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بالسودان، أن 3 آلاف و240 أسرة نزحت من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة بولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وقالت المنسقية (أهلية) في بيان: "بلغ عدد الأسر النازحة من الفاشر إلى منطقة الطويلة خلال الأحداث الأخيرة 3 آلاف و240 أسرة، تضم 16 ألفا و200 نسمة".
وأضافت أن هذه الأسر "في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والدواء والمياه والصرف الصحي ومواد الإيواء والدعم النفسي وغيرها".
وأشارت إلى أن النازحين "يواجهون معاناة متفاقمة مع تزايد احتياجات الحياة الأساسية".
والجمعة، كشفت منظمة "أطباء بلا حدود" عن ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية بين النازحين من مدينة الفاشر إلى طويلة.
والأربعاء، أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح أكثر من 81 ألف شخص من الفاشر ومحيطها منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفق مؤسسات محلية ودولية، كما أقر قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" بحدوث "تجاوزات" في المدينة، مدعياً تشكيل لجان تحقيق.