اجتماع عربي يطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل لوقف خرقها اتفاق وقف النار بغزة
عقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً، مساء الأربعاء، على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، إذ دعا الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأسفر الاجتماع عن بيان ختامي يدعو الولايات المتحدة، باعتبارها إحدى الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، إلى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والتزام تنفيذ جميع مراحل الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية.
وأكد القرار العربي ضرورة انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جميع مناطق القطاع، ورفع الحصار المفروض عليه لضمان إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية من دون عوائق، وتسهيل عودة النازحين إلى منازلهم.
كما حث مجلس الجامعة جميع الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن، على اتخاذ تدابير صارمة تلزم إسرائيل بالوقف الفوري وغير المشروط للعدوان، والسماح بتدفق المساعدات إلى القطاع.
وأدان الاجتماع بشدة استئناف الاحتلال "للقصف الوحشي والمجازر بحق الفلسطينيين"، معتبراً ذلك خرقاً صارخاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وجزءاً من سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
كما شدد على ضرورة تقديم الدعم السياسي والمالي لخطة إعادة إعمار غزة، التي أقرتها القمة العربية الأخيرة في 4 مارس/آذار الجاري، ورفضتها إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك لمنع تهجير السكان وضمان استقرارهم في أراضيهم.
ورحب مجلس الجامعة باعتزام مصر، بالتنسيق مع فلسطين والأمم المتحدة، تنظيم مؤتمر دولي بالقاهرة في مايو/أيار المقبل، لتنسيق الجهود الدولية لدعم إعادة الإعمار.
كذلك دعا الدول الأعضاء والمجتمع الدولي للمشاركة في وضع آلية فعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
وفيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، أدان المجلس السياسات الإسرائيلية، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والتعذيب الممنهج والإهمال الطبي، داعياً إلى تدخل دولي عاجل للإفراج عنهم، وتمكين لجان حقوق الإنسان من زيارة المعتقلات الإسرائيلية.
كما طالب الدول بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لتنفيذ مذكرات الاعتقال الصادرة بحق المسؤولين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب في غزة.
واختتم الاجتماع بالتأكيد على ضرورة تفعيل قرارات القمم العربية والإسلامية السابقة، التي تقضي بكسر الحصار عن غزة، وإدخال قوافل المساعدات الإنسانية من دون قيود، لضمان استمرار الدعم للشعب الفلسطيني في ظل الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة، جراء إغلاق الاحتلال المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها، بغارات جوية عنيفة وعلى نطاق واسع استهدفت المدنيين، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار ما أسفر عن 436 شهيداً وأكثر من 678 إصابة حتى الأربعاء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت إجمالاً أكثر من 161 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.