إصابة مستوطن بإطلاق نار.. والاحتلال يواصل تحويل منازل بطولكرم إلى ثكنات عسكرية واقتحام بلدات الضفة
أصيب مستوطن إسرائيلي، مساء الأربعاء، بجروح متوسطة في عملية إطلاق النار وقعت قرب مستوطنة أرئيل شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماته لمدن وبلدات الضفة، التي تتضمن اعتقالات ومواجهات في بعض المناطق.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، نقلاً عن نجمة داوود الحمراء (الإسعاف الإسرائيلي)، إنّ مستوطناً إسرائيلياً "أصيب بجروح متوسطة جراء إطلاق النار عليه قرب المستوطنة، ونُقِل إلى المستشفى".
وأفادت صحيفة يسرائيل هيوم بأن "منفذ الهجوم الذي لم يُتعرَّف على هويته فرّ من مكان الحادث، وتجري عملية تمشيط واسعة لملاحقته من قِبل قوات الاختلال، بما في ذلك عبر استخدام طائرة مروحية".
بدورها قالت القناة 14 العبرية الخاصة إنّ "قوات الأمن الإسرائيلية نشرت حواجز على الطرقات حول موقع إطلاق النار في أرئيل".
وأشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعملية إطلاق النار. وقالت الحركة في بيانٍ إنّ العملية تأتي في سياق الرد المستمر على العدوان الإسرائيلي، خصوصاً في شمالي الضفة الغربية، وتأكيداً أن المقاومة لن تهدأ ما دام الاحتلال مستمراً بجرائمه، داعية إلى تنفيذ مزيد من العمليات الموجعة ضد الاحتلال، وفق ما ورد في البيان.
في سياق متصل، قالت مصادر فلسطينية إنّ مواجهات اندلعت بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم العروب شمال الخليل بجنوب الضفة الغربية، ما أدى إلى إصابة عدة مواطنين بالاختناق. كما اعتقلت قوات الاحتلال 4 مواطنين فلسطينيين (شاب و3 نساء شقيقات) في قرية بيت كاحل غرب الخليل.
وفي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية اقتحمت قوات الاحتلال، ترافقها جرافة، المنطقة الشرقية في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية. وقالت مصادر محلية إنّ القوات المتوغلة حاصرت المنطقة الشرقية لتأمين اقتحام مجموعات استيطانية لقبر النبي يوسف.
وأصيب مواطن بجروح وكسور مساء الأربعاء، عقب اعتداء مستوطنين عليه في بلدة برقة شمال غرب نابلس. وقال رئيس مجلس قروي برقة زياد أبو عمر لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إنّ مستوطنين هاجموا المواطن حسني فرعونية خلال عمله بأرضه شرق البلدة، قبل ساعات الإفطار، واعتدوا عليه بالضرب، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجروح وكسور في يديه، ونُقِل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي سياق الاقتحامات اليومية المتكررة، اقتحمت قوات الاحتلال قرية كفر عين شمال مدينة رام الله، وقرية حوسان غربي بيت لحم، وشددت قوات الاحتلال إغلاقها لمداخل مدينة قلقيلية وغيرها من المدن، عبر نصبها الحواجز وإعاقة حركة المواطنين.
من جانبها أعلنت محافظة القدس استشهاد العامل الفلسطيني رأفت عبد العزيز عبد الله حماد (35 عاماً)، متأثراً بإصابات بالغة عقب سقوطه من الطابق الخامس في إحدى ورشات البناء بمدينة القدس المحتلة، عقب تعرضه لملاحقة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
استمرار العملية العسكرية في طولكرم
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تواصل عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) الأربعاء، حملة اعتقالات وعمليات هدم وتحويل مبانٍ سكنية إضافية إلى ثكنات عسكرية.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت مساء اليوم الناشط خيري حنون من محيط مخيم نور شمس، فيما اعتقلت المواطنة سعاد السلمان "عودة" (41 عاماً) بعد مداهمة منزلها في الحي الجنوبي من مدينة طولكرم وتخريب محتوياته.
كما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية تضمنت آليات ثقيلة وجرافات نحو مخيم نور شمس، حيث شرعت بعمليات هدم متواصلة للمنازل والمباني في حارة المنشية، استكمالاً لتنفيذ مخططها بهدم عشرات المنازل بذريعة شق طريق وتغيير المعالم الجغرافية للمخيم.
وكانت قوات الاحتلال أجبرت صباحاً عدداً من العائلات على مغادرة منازلها بالقوة بعد مداهمتها في حارة جبل النصر في مخيم نور شمس، وسط إطلاق نار كثيف لترويع المواطنين. كما طاردت قوات الاحتلال المواطنين في أثناء توجههم لتفقد منازلهم في مخيم طولكرم، وهددتهم بالاعتقال وإطلاق النار على كل مَن يحاول الدخول إلى منزله سواء من الرجال أو النساء.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 934 فلسطينياً، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفاً و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.