الرئيس أردوغان: لن نترك غزة وحدها وإسرائيل تواصل عرقلة إيصال المساعدات
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إن بلاده لن تترك قطاع غزة وحده أبداً، وأكد أن إسرائيل تضع باستمرار العقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بحجج مختلقة.
وأوضح أردوغان، خلال الاجتماع الموسع لرؤساء أفرع حزب العدالة والتنمية بالولايات التركية المنعقد بالعاصمة أنقرة، أن "المشكلات لا تزال قائمة في المناطق السكنية التي حولتها إسرائيل إلى ركام في غزة" رغم سريان وقف إطلاق النار منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكد أردوغان أن أوضاع الفلسطينيين في غزة ازدادت سوءاً مع انخفاض درجات الحرارة وبدء هطل الأمطار، مردفاً أن الجميع يتابع بحرقة ما يحدث في غزة، من غرق الخيام تحت المياه جراء الأمطار الغزيرة، وما يتعرض له الأطفال والرضع من حالات انخفاض حاد في حرارة أجسادهم بسبب البرد القارس.
وذكر أن الاتفاق في غزة كان ينص على دخول 600 شاحنة (للمساعدات) يومياً إلى القطاع، إلا أن إسرائيل لا تفي بتعهداتها حتى في مسألة إنسانية كهذه، وتواصل وضع العراقيل والعوائق أمام دخول المساعدات الإنسانية بحجج واهية، ورغم ذلك، نحن نسعى للوقوف إلى جانب مظلومي غزة".
وأشار أردوغان، إلى أن سفينة الخير التركية الـ19، والمحملة بـ1300 طن من المساعدات الإنسانية المرسلة إلى غزة، وصلت الأسبوع الماضي إلى ميناء العريش في مصر، وبيّن أن إجمالي المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى غزة خلال آخر عامين، اقترب من 105 آلاف طن.
وأوضح أردوغان، أن الفلسطينيين في غزة بحاجة إلى الدواء والغذاء والملابس والوقود للتدفئة، وتابع: "قبل كل شيء، غزة بحاجة إلى الأمل والتضامن والدعم المعنوي، ولهذا سنكثر من الدعاء. ولن نكتفي بالدعاء فقط، بل سنزيد مساعداتنا لفلسطين خلال الأشهر الثلاثة المباركة (رجب وشعبان ورمضان)".
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، دخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بينما خرقت إسرائيل بعض بنوده وماطلت في الانتقال إلى المرحلة الثانية منه متذرعة ببقاء جندي لها في الأسر بغزة، رغم أن الفصائل الفلسطينية تواصل عمليات البحث عنه وسط الدمار الهائل الذي خلفته الإبادة الإسرائيلية.
وكان المفترض أن يُنهي الاتفاق إبادة جماعية، ارتكبتها تل أبيب على مدى عامين بدءاً من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن نحو 71 ألف شهيد وأكثر من 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، لكن إسرائيل تواصل حتى اليوم خروقاتها وحصارها الخانق على القطاع.
وأردف الرئيس التركي: "نحن في تركيا لن ننكفئ ولن نصمت ولن ننسى ولن نترك غزة وحدها أبداً"، وقال: "كنا على امتداد تاريخنا دائماً دار أمان للمظلومين. فقد فتحنا أبوابنا لكل من تعرّض للاضطهاد والاحتقار والظلم والمجازر، من دون أن ننظر إلى دينه أو لغته أو أصله".
وأضاف أردوغان: "بسطنا جناح الحماية لليهود الفارّين من محاكم التفتيش، كما احتضنا العلماء اليهود الهاربين من اضطهاد النازية"، وتابع: "أينما كان هناك أناس ضاقت به السبل؛ من القوقاز إلى البلقان، ومن إفريقيا إلى آسيا، هرعنا إلى نجدتهم من دون أي تردد".
وقال: "هكذا كان الأمر بالأمس، وهكذا هو اليوم، ولن يتغير أبداً في المستقبل"، وشدد على أن العلم التركي سيواصل إلى يوم القيامة بث الطمأنينة في القلوب الحزينة، وأن هذا يظهر بوضوح في تاريخ البلاد.
وأضاف الرئيس التركي أن تركيا كما في الماضي، تقف اليوم إلى جانب السلام والاستقرار، واستدرك: "لكن هذا لا يعني أننا سنقبل بالجور أو نلتزم الصمت حيال الظلم"، وأردف: "تصريحات من تلطخت أيديهم بدماء أكثر من سبعين ألفاً من إخوتنا الفلسطينيين ليست في نظرنا سوى ضجيج لا قيمة له".
وفي شأن آخر، شدّد أردوغان، على أن تركيا لن تنتزع حقوق أحد، ولن تسمح باغتصاب حقوقها سواء في شرق المتوسط أم ببحر إيجة أو أي مكان آخر.
وبشأن مسار "تركيا بلا إرهاب"، قال أردوغان: "بدأت أجواء التشاؤم خارج حدودنا تتبدد، وبدأ إخوتنا العرب والأكراد والتركمان والسنة والشيعة ينظرون بأمل إلى مستقبلهم".