قمة الـ20 تعتمد إعلاناً رغم مقاطعة واشنطن.. والبيت الأبيض: تقويض للمبادئ التأسيسية للمجموعة

اعتمد قادة مجموعة العشرين، السبت، البيان الختامي لقمة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، رغم اعتراض الولايات المتحدة وقرارها مقاطعة القمة على مستوى القادة.

By
قادة "العشرين" يعتمدون بيانا ختاميا رغم اعتراض واشنطن

وأعلنت رئاسة جنوب إفريقيا أن الوثيقة حظيت بإجماع الدول الأعضاء، واعتُمدت باعتبارها بنداً أوّل في جدول الأعمال بدلاً من جلسة الختام، نتيجة توافق واسع خلال اجتماعات الجمعة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الجنوب إفريقية، فنسنت ماغوينيا، إن البيان "اعتُمد رسمياً"، مؤكداً أن جوهره يقوم على الدعوة إلى حلول سلمية للصراعات العالمية، مع إبراز أربع بؤر توتر رئيسية هي جمهورية الكونغو الديمقراطية، والسودان، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأوكرانيا. وظهرت فلسطين للمرة الأولى في وثيقة صادرة عن مجموعة العشرين إلى جانب نزاعات دولية أخرى.

وشدد البيان على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وفق ميثاق الأمم المتحدة، ورفض استخدام القوة لانتزاع الأراضي. كما دعا إلى إنهاء النزاعات المسلحة عالمياً، وزيادة التمويل المخصص للمناخ، ووضع أولويات التنمية في إفريقيا في قلب الأجندة الدولية.

وأكد القادة مجدداً التزام أهداف اتفاق باريس للمناخ، ودعوا إلى تسريع الاستثمارات العالمية لمنع ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 1.5 درجة مئوية. وأشاروا إلى أن الدول النامية تحتاج إلى ما يصل إلى 5.9 تريليون دولار لتنفيذ التزاماتها المناخية بحلول عام 2030، مع ضرورة تعزيز تمويل الخسائر والأضرار ودعم التكيف المناخي وأنظمة الإنذار المبكر.

وسلّط البيان الضوء على التحديات الخاصة بالقارة الإفريقية، مشيراً إلى أن أكثر من 600 مليون شخص محرومون من الكهرباء، ونحو مليار شخص دون وقود طهي نظيف، ما يؤدي إلى وفاة مليونَي شخص سنوياً. كما شدد على أهمية المعادن الاستراتيجية في التنمية المستدامة، داعياً الدول الإفريقية إلى معالجتها محلياً بدل تصديرها كمواد خام.

وفي ملف الأمن الغذائي، أشار البيان إلى أن 720 مليون شخص يعانون الجوع، فيما لا يستطيع 2.6 مليار الحصول على غذاء صحي، مؤكداً رفض استخدام التجويع أسلوب حرب، كما التزم القادة تحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة، وتمكين المرأة، وضمان أمن الطاقة والغذاء عالمياً.

ويأتي اعتماد البيان في ظل توتر سياسي بين واشنطن وبريتوريا، بعد أن أفادت وسائل إعلام جنوب إفريقية بأن إدارة ترمب مارست ضغوطاً لمنع إصدار إعلان ختامي. وكانت الولايات المتحدة أعلنت مسبقاً عدم مشاركتها في القمة، فيما برر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب غيابه بادعاءات بوجود "عنف يستهدف البِيض" في جنوب إفريقيا، وهي الاتهامات التي نفاها الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا.

والسبت، اتهم البيت الأبيض جنوب إفريقيا باستغلال رئاستها لمجموعة العشرين لتقويض مبادئ عمل المجموعة، بعدما قادت تبني إعلان ختامي يتناول أزمة المناخ وقضايا عالمية أخرى. 

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا ضغط باتجاه إصدار الإعلان الختامي "على الرغم من الاعتراضات الأمريكية المستمرة والقوية"، مضيفة أن واشنطن رأت في الخطوة تجاوزاً لمبدأ التوافق داخل مجموعة العشرين.

واتهمت كيلي جنوب إفريقيا برفض تسهيل انتقال رئاسة المجموعة إلى الولايات المتحدة، التي ستستضيف قمة عام 2026، مؤكدة أن الرئيس ترمب يهدف إلى "إعادة الشرعية" إلى المجموعة خلال رئاسة بلاده المقبلة.

وفي المقابل، أكد المتحدث باسم رامافوزا أن الإعلان "غير قابل لإعادة التفاوض"، مشيراً إلى أن جنوب إفريقيا عملت طوال العام على صياغته، وأن "توافقاً ساحقاً" بين الدول الأعضاء دعم اعتماده، لافتاً إلى أنه يمثل أول إعلان يصدر تحت رئاسة إفريقية للمجموعة.

وبسبب غياب سفير أمريكي في بريتوريا، أبلغت واشنطن جنوب إفريقيا بأن القائم بالأعمال مارك د. ديلارد سيقود وفدها لحضور مراسم التسليم. وفي المقابل، أعلنت الرئاسة الجنوب إفريقية أن رامافوزا لن يُجري مراسم تسليم رئاسة مجموعة العشرين في حال شاركت الولايات المتحدة على مستوى قائم بالأعمال فقط.

ومن المقرر أن تنتقل رئاسة المجموعة إلى الولايات المتحدة رسمياً خلال الجلسة الختامية الأحد، فيما تلقي الخلافات السياسية بظلالها على مستقبل عمل المجموعة التي تضم أكبر اقتصادات العالم وتمثل 85% من الناتج العالمي.