وسط تأكيد أمريكي.. إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة على خطط مهاجمة غزة مسبقاً
قال إعلام عبري إن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة على خطط مهاجمة قطاع غزة قبل وقوعها فجر اليوم الثلاثاء. وأكدت مسؤولة بالبيت الأبيض ذلك، مشيرة إلى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب توعّد فيها حركة حماس بـ"دفع ثمن باهظ".
ونقلت هيئة البث العبرية عن مصدر أمني (لم تسمّه) قوله: "جرى إطلاع الولايات المتحدة على الهجمات في غزة قبل وقوعها".
فيما ادعت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن موجة الغارات الجوية واسعة النطاق في غزة "تقع على جدول أعمالها القضاء على المسلحين واستهداف البنى التحتية لحماس".
وأشارت إلى أن عشرات من طائرات سلاح الجو تشارك في عملية قصف واستهداف عشرات الأهداف في القطاع، لافتة إلى أن العنصر الرئيسي كان فيها هو "المفاجأة".
من جهتها، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية: "تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترمب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة".
وأضافت: "مثلما أوضح الرئيس ترمب، فإن حماس والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لإرهاب، ليس إسرائيل فحسب، وإنما الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً. ستُفتح أبواب الجحيم"، على حد تعبيرها.
وسبق أن أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تحذيراً علنياً قال فيه إن "على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن في غزة وإلا ستفتح أبواب الجحيم على مصاريعها".
وجاء هذا الهجوم بعد تعليمات أصدرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، للجيش بالتحرك بـ"قوة" ضد قطاع غزة، بزعم رفض حركة حماس العروض التي تلقتها من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء، حسب بيان صدر عن مكتب نتنياهو.
وزعم البيان أن الجيش استهدف في هجومه مواقع تتبع حركة حماس، لكن شهود عيان أكّدوا أن الأماكن المستهدفة هي مراكز إيواء مدنيين وخيام نازحين ومنازل مواطنين.
وأسفرت هذه الغارات عن استشهاد أكثر من 190 فلسطينياً، بينهم أطفال، وفقاً لمصادر طبية.
وتوعد البيان بأن "إسرائيل ستتحرك من الآن فصاعداً ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".
بدوره، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في بيان مشترك: "بناء على توجيهات المستوى السياسي، تشن قوات جيش الدفاع والشاباك هجوماً واسعاً في أنحاء مختلفة من قطاع غزة".
من جانبها، اعتبرت حماس، في بيان، هذا الهجوم "استئنافاً لحرب الإبادة الجماعية وانقلاباً على اتفاق وقف إطلاق النار".
والجمعة، أعلنت حماس موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء، إذ تتضمن الموافقة الإفراج عن جندي إسرائيلي-أمريكي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، في إطار استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وكانت وسائل إعلام عبرية قالت الخميس، إن المبعوث الأمريكي ويتكوف قدم اقتراحاً محدّثاً إلى الطرفين يقضي بإطلاق 5 محتجزين إسرائيليين مقابل 50 يوماً من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية وإدخال مساعدات إنسانية والدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية.
ومطلع مارس/آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوماً، بينما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
وتريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المحتجزين الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.
في المقابل، تؤكد حماس التزامها تنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل جميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فوراً في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحاباً إسرائيلياً من القطاع ووقفاً كاملاً للحرب.