الأمم المتحدة تؤكد حاجة آلاف في الفاشر إلى المأوى.. و71 ألف نازح خلال أسبوع
أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأحد، أن آلاف العائلات بحاجة ماسَّة إلى المأوى والحماية والرعاية وسط "أعمال عنف وحشية" في مدينة الفاشر غربي السودان، فيما أشارت منظمة الهجرة الدولية إلى نزوح 71 ألف شخص من الفاشر ومحيطها خلال أسبوع.
ووصفت المفوضية الأممية في تغريدة عبر منصة إكس، الوضع في الفاشر بعد هجوم قوات الدعم السريع عليها وارتكابها مجازر بحقّ مدنيين، مشيرة إلى أن أعمال عنف وحشية أجبرت آلافاً على الفرار.
وشدّدَت على أن "آلاف العائلات بالفاشر بحاجة ماسَّة إلى المأوى والحماية والرعاية"، لافتة إلى أن "فرقها في السودان تقدّم مساعدات مُنقذة للحياة، إلا أن الموارد في انخفاض حادّ".
ودعت مفوضية اللاجئين إلى السماح للعاملين في المجال الإنساني بالوصول الآمن والفوري إلى المحتاجين في السودان.
في غضون ذلك أفادت منظمة الهجرة الدولية بنزوح نحو 71 ألف شخص من مدينة الفاشر والقرى المحيطة بها في ولاية شمال دارفور، منذ استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة قبل نحو أسبوع.
وذكرت منظمة الهجرة الدولية في بيانها الأحد، أنه "بين 1 و2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قدّرت الفرق الميدانية لمصفوفة تَتبُّع النزوح نزوح 8631 شخصاً إضافياً بسبب الاشتباكات الدائرة في مدينة الفاشر بشمال دارفور".
وتابعت: "بذلك يكون قد نزح ما مجموعه 70 ألفاً و894 شخصاً من مواقع في مدينة الفاشر والقرى المحيطة بها بين 26 أكتوبر/تشرين الأول و2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري".
ولفت البيان إلى أن هذه الأرقام "أولية وقابلة للتغيير نظراً لاستمرار انعدام الأمن وتسارع وتيرة النزوح"، مضيفاً: "نزح معظم هؤلاء الأشخاص إلى مواقع مختلفة داخل محليتي الفاشر والطويلة في شمال دارفور".
وأكّد أن الفرق الميدانية أفادت بـ"انعدام الأمن الشديد على طول الطرق، ما قد يعوق التنقل، وأن الوضع لا يزال الوضع متوتراً ومتقلباً، مع استمرار انعدام الأمن وحركة السكان المتواصلة".
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي استولت قوات الدعم السريع على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفقاً لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وباستيلائها على الفاشر باتت "الدعم السريع" تسيطر على كل مراكز ولايات دارفور الخمس غرباً، من أصل 18 ولاية بالبلاد، فيما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الثلاث عشرة المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكّل إقليم دارفور نحو خُمس مساحة السودان، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليوناً يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.
والأربعاء الماضي أقرّ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بارتكاب ما سمّاه "تجاوزات" من قواته في الفاشر، مدّعياً تشكيل لجان تحقيق.
وأدانت دول ومنظمات إقليمية ودولية عديدة جرائم قوات الدعم السريع في الفاشر، مع دعوات إلى هدنة تمهّد لعملية سياسة تُنهي الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع".
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حرباً دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع أدّت إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد نحو 13 مليوناً.