تل أبيب تجري محادثات بالقاهرة بشأن رفات آخر أسير وإعلام أمريكي: ترمب يعتزم الإعلان عن "مجلس السلام"

قالت تل أبيب، الخميس، إن وفداً إسرائيلياً أجرى محادثات بالقاهرة تناولت جهود استعادة رفات آخر أسير في غزة، فيما قال موقع أكسيوس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل نهاية هذا الشهر لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

By
طواقم الصليب الأحمر في أثناء تسلمها رفات أسير إسرائيلي من المقاومة في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة / AA

وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إن الوفد الإسرائيلي "أجرى اليوم محادثات مع الوسطاء المعنيين بوقف إطلاق النار في غزة (مصر وقطر) بشأن عودة آخر رفات رهينة في القطاع".

وأوضح البيان أنه "بتوجيه من نتنياهو، غادر الوفد برئاسة منسق جهاز الأمن العام الإسرائيلي العميد احتياط غال هيرش، إذ أجرى محادثات مع الوسطاء من أجل ضمان الإفراج الفوري عن آخر رفات لرهينة إسرائيلي، وهو الرقيب أول ران غوئيلي".

وأشار إلى أن الوفد الإسرائيلي ضم مسؤولين من جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك"، وكذلك مسؤولين عن جهاز "الموساد"، وفي ختام المحادثات، "جرى الاتفاق على تكثيف الجهود وسرعة الإنجاز لإتمام مهمة جهاز الشاباك"، حسب المصدر نفسه.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت حركة "حماس" أنها سلمت جثمان أحد الأسرى الإسرائيليين أمس، وأكدت أنها ستواصل العمل لإنهاء ملف التبادل بالكامل، ضمن التزامها اتفاق وقف إطلاق النار.

في المقابل، قالت إسرائيل في وقت سابق الخميس، إن الرفات الذي تسلمته يعود إلى العامل التايلاندي سوتيساك رينتالاك، مشيرة إلى أن جثمان أسير واحد فقط لا يزال في غزة وهو الرقيب أول ران غوئيلي.

بدوره، قال متحدث "حماس" حازم قاسم، في بيان، إن الحركة "تواصل التزامها اتفاق وقف إطلاق النار، وقد سلمت جثمان أحد الأسرى الصهاينة أمس في إطار تنفيذ ما تم الاتفاق عليه"، وأكد أن الحركة "ستواصل العمل لإنهاء ملف التبادل بالكامل".

في سياق ذلك، قال موقع أكسيوس، نقلاً عمن وصفهم مسؤولين أمريكيين اثنين وآخر غربي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعتزم الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة لوقف إطلاق النار وذلك “قبل عطلة أعياد الميلاد”.

وأضاف الموقع الأمريكي أن هذا التوجه يأتي في سياق رغبة إدارة ترمب في “إنهاء الحرب في قطاع غزة وعدم الانزلاق مجدداً إليها”.

وتابعت المصادر ذاتها قولها بأنه من المتوقع أيضاً أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترمب في الولايات المتحدة قبل نهاية الشهر الجاري، لمناقشة المرحلة التالية من اتفاق غزة، بما في ذلك الإعلان عن “مجلس السلام” في غزة.

وأضافت أن اللقاء المرتقب سيعرف نقاش المرحلة الثانية من الاتفاق التي تتضمن “انسحاب الجيش الإسرائيلي من مزيد من المناطق في غزة، وانتشار قوة دولية في القطاع، وأيضا مجلس السلام الذي يترأسه ترمب والذي سيتولى رئاسة هيكل حاكم في غزة”، حسب أكسيوس.

وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، بتسلمها جميع أسراها بغزة، بعد أن سلمت الفصائل الفلسطينية الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء وجثامين 26 أسيراً، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.

ورغم بقاء جثمان واحد لأسراها بغزة، تتعنت إسرائيل في ملف جثامين الأسرى الفلسطينيين، إذ يوجد 9 آلاف و500 مفقود فلسطيني قتلهم جيش الاحتلال، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض المنازل التي دمرتها خلال حرب الإبادة، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما يقبع بسجون إسرائيل أكثر من 9 آلاف و300 أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، ما أودى بحياة عشرات منهم، حسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

وبدعم أمريكي شنت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة بغزة، خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد وما يفوق 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

وكان يُفترض أن ينهي الحرب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن إسرائيل تخرقه يومياً، ما أدى إلى قتل وإصابة مئات الفلسطينيين.

كما تمنع إسرائيل إدخال قدر كاف من الغذاء والدواء إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية غير إنسانية.