بوتين يدعو لترسيخ الهوية الروسية في أوكرانيا والناتو يصف خسائر موسكو بـ"الكبيرة"
أظهرت وثيقة وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يتعين على السلطات الروسية ترسيخ اللغة والهوية الروسية في أجزاء من أوكرانيا، فيما حذّر الناتو من التسرع في توقعات خطة السلام الأمريكية ووصف خسائر روسيا بـ"الكبيرة".
وصدرت الوثيقة التي نشرت أمس الثلاثاء وتحمل عنوان "استراتيجية سياسة روسيا الوطنية حتى 2036" باعتبارها مرسوماً وقعه الرئيس بوتين، وتدعو الوثيقة لاتخاذ تدابير لضمان أن يكون 95% من سكان البلاد روساً بحلول 2036.
وتعني الروابط الطويلة بين روسيا وأوكرانيا، حتى قبل حقبة الاتحاد السوفيتي، أن بعض الأوكرانيين كانوا عادة ما يكونون متعاطفين مع روسيا ويتحدث معظمهم اللغتين. لكن، ومنذ الحرب، تلاشى أي تعاطف من هذا القبيل وكشفت استطلاعات رأي عن أن استخدام اللغة الروسية شهد انخفاضاً ملحوظاً.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إن كييف مستعدة للمضي قدماً في خطة تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الصراع. لكن أوكرانيا تشعر بقلق من أنها قد تضطر إلى قبول اتفاق بشروط روسية إلى حد كبير يشمل تنازلات عن أراضٍ.
وضمت روسيا، في غضون ستة أشهر، مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا رغم أنها لا تسيطر عليها عسكرياً بالكامل.
وجاء في الوثيقة، التي ستدخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني، أن تأمين السيطرة على المناطق الشرقية "هيأ الظروف لاستعادة وحدة الأراضي التاريخية للدولة الروسية".
ونصت الوثيقة أيضاً على ضرورة "اتخاذ تدابير إضافية لتعزيز الهوية المدنية الروسية الشاملة" وترسيخ استخدام اللغة الروسية والعمل ضد "جهود الدول الأجنبية غير الصديقة لزعزعة العلاقات بين الأعراق والطوائف وإحداث انقسام داخل المجتمع".
وجعل بوتين، بالإضافة إلى الاعتراض على توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً منذ التسعينيات، الدفاع عن الناطقين بالروسية وإعادة توحيد المناطق التي تعتبر روسية تاريخياً بنداً رئيسياً في "العملية العسكرية الخاصة" التي تنفذها موسكو في أوكرانيا.
وكانت الأوكرانية هي لغة الدولة الوحيدة في أوكرانيا منذ انهيار الحكم السوفييتي في 1991 وحصولها على الاستقلال لكن السلطات في كييف تنفي أي تصور عن تعرض الناطقين بالروسية للتمييز.
خسائر "كبيرة"
في غضون ذلك، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته خسائر روسيا بـ"الكبيرة"، وحث على الحذر من التوقعات بشأن المقترح الأمريكي الرامي إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الخطة لا تزال تتطلب مفاوضات جوهرية.
وقال روته لمجموعة "آر إن دي" الإعلامية وصحيفة "إل باييس" الإسبانية في تصريحات نُشرت اليوم الأربعاء، إن الإطار الذي روجع بشكل مشترك من الولايات المتحدة وأوكرانيا يحتوي على عناصر واعدة، لكنه يشتمل أيضاً على قضايا لم تحل بعد وستحتاج إلى جولات دبلوماسية إضافية.
وقالت الحكومة الأوكرانية الثلاثاء إنها وافقت على النقاط الرئيسية لخطة السلام التي اقترحتها الولايات المتحدة، وفقاً لكلا الحكومتين.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن بضع نقاط فقط لا تزال محل خلاف. ومن المتوقع أن يلتقيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاحقاً في نوفمبر/تشرين الثاني.
ووزعت واشنطن الأسبوع الماضي خطة مكونة من 28 نقطة، واجهت انتقادات في أوروبا وكييف، حيث يخشى المسؤولون أن تراعي الخطة مصالح روسية كثيرة.
وعقد مفاوضون من الولايات المتحدة وأوكرانيا والدول الأوروبية اجتماعات في جنيف لمراجعة الوثيقة، ووصف روته تلك الجلسات بأنها مثمرة، لكنها تمثل خطوة أولية فقط نحو محادثات هيكلية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.
كما أعلن الجيش الأوكراني شنّه غارات جوية على أهداف داخل الأراضي الروسية، بينها مصنع لتصليح الطائرات ومنشأة لإنتاج المسيّرات.
وأوضح بيان صادر عن القوات المسلحة الأوكرانية أن الغارات الجوية استهدفت مصنعاً لتصليح الطائرات، ومنشأة لإنتاج المسيّرات، ومنشأتين نفطيتين في روسيا.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.