رئيس وزراء السودان يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث تداعيات الحرب وإفراج جزئي عن كوادر طبية في نيالا
توجّه رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس السبت، إلى الولايات المتحدة لمناقشة تداعيات الحرب المتواصلة في البلاد، بينما أعلنت شبكة أطباء السودان، إطلاق سراح بعض الكوادر الطبية المحتجزة لدى "الدعم السريع" في سجون مدينة نيالا.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية بأن إدريس غادر صباح السبت إلى الولايات المتحدة في مهمة تشمل تعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور مع مسؤولين في الأمم المتحدة.
وأضافت الوكالة أن رئيس الوزراء سيبحث عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تداعيات الحرب وآفاق السلام، والعمل الإنساني، دون أن تحدد مدة الزيارة أو جدول أعمالها.
وتأتي الزيارة في وقت تتصاعد فيه المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، خصوصاً في إقليمي كردفان ودارفور، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وفي السياق ذاته، أفاد مصدران حكوميان بأن إدريس يتوجه إلى نيويورك للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومسؤولين آخرين، لبحث سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر حكومي -رفض ذكر اسمه- قوله إن اللقاء مع غوتيريش يهدف إلى وضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.
فيما أكد مستشار رئيس الوزراء محمد عبد القادر للوكالة أن الاجتماعات ستركز على تخفيف المعاناة الإنسانية، وتسهيل وصول المساعدات للمتضررين.
وأضاف عبد القادر أن الزيارة تعكس التزام الحكومة السودانية بخارطة الطريق المقدمة إلى الأمم المتحدة، والتي تتضمن وقفاً لإطلاق النار مشروطاً بانسحاب قوات الدعم السريع من المدن والمناطق التي تسيطر عليها.
وتأتي هذه التحركات في ظل تجدد المساعي الدبلوماسية الدولية، بعد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالعمل على إنهاء الحرب السودانية، عقب لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي طلب تدخلاً أمريكياً للمساعدة في حل الأزمة.
إطلاق سراح جزئي للكوادر الطبية
أعلنت شبكة أطباء السودان السبت، إطلاق سراح جزئي للكوادر الطبية المحتجزة لدى قوات الدعم السريع شبه العسكرية في سجون مدينة نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور غربي البلاد.
وقالت الشبكة المستقلة في بيان، إن القوات المسؤولة عن حراسة سجني دقريس وكوبر، الخاضعين لسيطرة "الدعم السريع" بمدينة نيالا، أطلقت سراح 9 من الكوادر الطبية المحتجزين، من بين 73 كادراً، دون توفر أي معلومات بشأن مصير بقية المحتجزين.
واعتبرت الشبكة هذه الخطوة "إيجابية وفي الاتجاه الصحيح"، داعية إلى استكمالها بالإفراج عن جميع الكوادر الطبية والمدنيين المحتجزين دون استثناء، وضمان سلامتهم واحترام حقوقهم الإنسانية وفق القوانين والمواثيق الدولية.
كما طالبت بالسماح العاجل للمنظمات الأممية بالوصول إلى المحتجزين، وتمكينهم من التواصل مع أسرهم، في ظل “التعتيم المفروض على أوضاع المحتجزين قسريا في مدينة نيالا”، محملة قيادات "الدعم السريع" المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة المحتجزين.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت منظمة الصحة العالمية، إن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في السودان أدت إلى مقتل 1858 شخصاً وإصابة 490 آخرين منذ اندلاع النزاع منتصف أبريل/نيسان 2023، مشيرة إلى احتجاز ما لا يقل عن 70 من العاملين في المجال الصحي، إلى جانب نحو 5 آلاف مدني في مدينة نيالا خلال الأشهر الماضية.
وكانت شبكة أطباء السودان أعلنت، الخميس، مقتل 234 من الكوادر الطبية وإصابة 507 وفقدان 59 آخرين منذ اندلاع الحرب، مؤكدة أن 73 من الكوادر الطبية ما زالوا محتجزين في أوضاع بالغة السوء بمناطق تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
وتشير آخر إحصائيات الشبكة، الصادرة في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إلى أن عدد المحتجزين لدى قوات الدعم السريع شبه العسكرية يتجاوز 19 ألف شخص.
ومن أصل 18 ولاية سودانية، تسيطر "الدعم السريع" على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، باستثناء أجزاء من شمال دارفور، فيما يفرض الجيش نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حرباً دامية بين الجيش و"الدعم السريع" على خلفية خلافات بشأن توحيد المؤسسة العسكرية، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، وسط واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.