"الدعم السريع" تعترف بخسارة قواتها القصر الرئاسي.. البرهان: نتقدم بثبات لتحرير كامل السودان
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الجمعة، مواصلة المعركة ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، لافتاً إلى أن الجيش مستمر في تقدمه من أجل إكمال تحرير كامل البلاد.
جاء ذلك في أول تعليق له على استعادة الجيش السوداني القصر الرئاسي ووزارات مجاورة له وسط الخرطوم، في وقت سابق اليوم.
وقال البرهان الذي يقود الجيش، مخاطباً حشداً جماهيرياً في مدينة الكاملين بولاية الجزيرة وسط البلاد: "نحن في نعمة، والحمد لله الذي سخَّر لنا الشهر الكريم الذي تتقدم فيه قواتنا بثبات لتكمل تحرير البلاد".
وأضاف مشدداً: "هذه المعركة لن تقف (عند هذا الحد) ونحن ماشيين (نمضي إلى الأمام)"، وتعهد البرهان بالاقتصاص "من كل من قتل ونهب وسرق الشعب السوداني" في إشارةٍ إلى قوات الدعم السريع، شبه العسكرية.
من جهتها، قالت الخارجية السودانية، في بيان، إن "قواتنا استطاعت كسر شوكة الميليشيا الإرهابية وتحرير القصر الجمهوري رمز السيادة".
وجاء في بيان للجيش السوداني أنه "سحق ميليشيا آل دقلو الإرهابية وسط الخرطوم، وفي السوق العربي، وفي مباني القصر الجمهوري والوزارات"، وفق تعبيره.
"لم نخسر الحرب"
في المقابل، أقر قيادي في قوات الدعم السريع شبه العسكرية، بخسارة قواتهم القصر الرئاسي وسط الخرطوم لصالح قوات الجيش السوداني، لكنه رأى أن ذلك لا يعني خسارة الحرب.
وفي منشور عبر منصة إكس، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، الباشا طبيق، إن "سقوط القصر الجمهوري لا يعني خُسران الحرب"، وأشار إلى أن المعركة حول القصر شهدت ما وصفها بـ"بطولات وتضحيات".
وأضاف أن قوات الدعم السريع، أظهرت "بسالة وشجاعة وصمود"، حسب تعبيره.
من جهته، قال المتحدث باسم قوات الدعم السريع، الفاتح قرشي، عبر بيان، إن "المعركة حول القصر الجمهوري لم تنتهِ بعد"، وأضاف: "قواتنا ما زالت في محيط المنطقة وتقاتل بشجاعة وإصرار لتحرير جميع المواقع"، على حد تعبيره.
وبسيطرة الجيش على القصر الرئاسي والوزارات المحيطة به، اليوم، يكون معظم وسط الخرطوم تحت سيطرته، باستثناء منطقة المقرن، ومقر الكتيبة الاستراتيجية العسكرية، وجزيرة توتي على النيل الأزرق، فيما توجد قوات الدعم السريع شبه العسكرية جنوبي وشرقي الخرطوم.
كما يسيطر الجيش السوداني على كامل مدينة بحري، ومنطقة شرق النيل، ومدينة أم درمان، باستثناء أجزاء من غربي وجنوبي أم درمان.
يُذكر أن الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية يخوضان منذ أبريل/نيسان 2023 صراعاً دامياً أسفر، وفقاً للأمم المتحدة والسلطات المحلية، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليون آخرين.
وحسب دراسة أجرتها جامعات أمريكية، قد يصل عدد القتلى إلى نحو 130 ألفاً.
والخميس، أعلن الجيش، تحقيق تقدم كبير وسط الخرطوم، بما في ذلك السيطرة على مواقع استراتيجية بالقرب من القصر الرئاسي وجاءت هذه التطورات عقب معارك عنيفة في المنطقة بين الجانبين منذ مساء الأربعاء.
وفي الأسابيع الأخيرة، تسارعت وتيرة تقهقر قوات الدعم السريع شبه العسكرية في عدة ولايات، منها الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان، وسنار، والنيل الأزرق، وسط تقدم مستمر لقوات الجيش.