شهداء جدد بسبب خروقات الاحتلال وسط وضع إنساني كارثي ونسف للمباني بغزة
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، عملياته العسكرية من قصف ونسف للمباني داخل المناطق التي يسيطر عليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط وضع كارثي صعب، بينما ارتفع عدد الشهداء بسبب الخروقات.
وأفادت مصادر محلية، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ ليل السبت-الأحد عمليات نسف شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بينما واصل قصفه المدفعي في بلدة بيت لاهيا بمحافظة الشمال.
وتقع المنطقتان شرق "الخط الأصفر" ضمن مناطق سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي وفق الاتفاق، إذ يغطي هذا الخط وفق تقديرات الجيش أكثر من 50% من مساحة القطاع.
بدوره، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عمليات القصف والنسف في مناطق سيطرته، وأضاف: "طوال ساعات الليل، والاحتلال يفجر روبوتات مفخخة وينسف مباني سكنية شرقي حي الشجاعية، فضلاً عن عمليات القصف من الطائرات الحربية والآليات المدفعية".
وأفاد بصل بأن طواقم الدفاع المدني تواصل أعمال "انتشال الجثامين من مناطق مختلفة من القطاع انسحب منها الجيش بموجب الاتفاق، أو من تحت ركام المنازل المدمرة".
إلى جانب ذلك، إن الطواقم تواصل أعمال نقل الجثامين من قبور عشوائية جرى إنشاؤها خلال فترة الحرب إلى مقابر شرعية ورسمية، وفق قوله.
وفي حديثه، قال بصل، إن "الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة كارثية لا يقوى الفلسطيني على تحملها ولا يمكن وصفها"، وتابع مٌفصّلاً: "كل شيء كارثي، فالجوع متواصل، ودخول شاحنات المساعدات لم يتغير باستثناء دخول شاحنات بضائع محملة بأصناف من الفاكهة والمواد الغذائية غير الأساسية كالمكسرات".
وأشار إلى أن الأصناف الغذائية غير الأساسية ملأت الأسواق، في حين يعجز الفلسطيني الذي فقد مصدر دخله خلال فترة الحرب عن شرائها، ووصف الأوضاع التي وصل إليها الفلسطينيون بغزة رغم وقف إطلاق النار بـ"المأساة"، مندداً بتغني إسرائيل بدخول شاحنات المساعدات، مقدراً أن ما يدخل لا يصل نسبته إلى 24% مما جرى الاتفاق عليه.
الماء والغذاء
وفي سياق متصل، قالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، تيس إنغرام، إن أكثر من مليون طفل في غزة لا زالوا بحاجة للماء والغذاء، وإن آلاف الأطفال ينامون جياعاً كل ليلة، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بينما يحتاج 650 ألف طفل العودة إلى مدارسهم.
وأوضحت إنغرام، في مقابلة أن وقف إطلاق النار يمثل "خبراً جيداً"، لأنه يعني توقف القصف اليومي الذي كان يودي بحياة الأطفال، لكنه "لا يكفي وحده لإنهاء الجوع أو ضمان حصول العائلات على مياه شرب آمنة".
وأضافت: "العائلات في غزة لا تزال تكافح يومياً من أجل البقاء، والبنى التحتية التي كانت توفر المياه والرعاية الطبية للأطفال تضررت بشدة، ما يجعل الوصول إلى هذه الخدمات الأساسية أمراً في غاية الصعوبة".
وقالت المتحدثة باسم اليونيسف، إن حجم المساعدات التي دخلت القطاع بعد بدء وقف إطلاق النار شهد زيادة طفيفة خلال الأسبوعين الأولين، لكنها "ما تزال غير كافية على الإطلاق"، وأوضحت أن الكميات التي وصلت لا تزال دون المستويات التي كانت تدخل قبل اندلاع الحرب.
وتابعت: "نحتاج إلى تدفق كبير وسريع للمساعدات، لأن المخاطر ما زالت مرتفعة، فالأطفال يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية أو انخفاض الحرارة أو أمراض يمكن الوقاية منها".
ودعت إنغرام السلطات الإسرائيلية إلى فتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة لتمكين المساعدات من الوصول على نطاق واسع، مشيرة إلى أن العديد من المناطق لا تزال محرومة من أي دعم إنساني فعّال.
حياة قاسية للغاية
وفيما يتعلق بالأطفال أكدت المتحدثة باسم يونيسف أن وقف إطلاق النار لم يغيّر واقع الحياة الصعب في غزة قائلة: "هل غيّر هذا الوقف حياة الأطفال بالكامل؟ لا. لقد أوقف القصف اليومي، لكنه لم يُعد الحياة إلى طبيعتها بين ليلة وضحاها".
وذكرت أن نحو 650 ألف طفل بحاجة إلى العودة إلى مدارسهم، بينما يجب تأمين المياه والغذاء لأكثر من مليون طفل، وأشارت إلى أن آلاف الأطفال ما زالوا ينامون جياعاً، بينما يعاني آخرون في المستشفيات من أمراض يمكن علاجها، لكن نقص الأطباء والأدوية يجعلهم يتألمون من دون علاج.
وختمت إنغرام بالقول، إن فشل المجتمع الدولي في استغلال وقف إطلاق النار لإنقاذ حياة الأطفال ومنع معاناتهم أمرٌ مفطر للقلب، داعية إلى تكاتف الجهود العالمية لمساعدة أطفال غزة على التعافي من الكارثة التي يعيشونها منذ عامين.
ارتفاع حصيلة الإبادة
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أعلنت، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 68 ألفاً و865 شهيداً فلسطينياً، بالإضافة إلى 170 ألفاً و670 مصاباً، منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جاء ذلك وفق تقريرها الإحصائي اليومي بشأن الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة على مدار عامين.
وقالت الوزارة: "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 7 شهداء، منهم 3 شهداء جدد، و3 شهداء انتشال، وشهيد متأثر بجراحه، بالإضافة إلى 6 إصابات مختلفة".
ولم تذكر الوزارة ملابسات استشهاد الفلسطينيين الـ7 أو الإصابات، إلا أن بيانات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة وحركة "حماس"، أكدت ارتكاب إسرائيل عشرات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار.
كما أقرَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة بيانات سابقة باستهدافه فلسطينيين بدعوى تجاوزهم "الخط الأصفر" المؤقت الذي انسحبت إليه قواته بموجب الاتفاق، ويغطي أكثر من 50% من القطاع، ولا يتمتع بخطوط واضحة، ما يعرض الفلسطينيين لاستهداف إسرائيلي مباشر من دون تحذير.
في السياق، أشارت الوزارة إلى أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة"، ما يرشح الحصيلة للارتفاع، وأكدت أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 68 ألفاً و865 شهيداً، و170 ألفاً و670 إصابة، وذلك منذ أكتوبر/تشرين الأول لعام 2023".
وبشأن أعداد الشهداء والجرحى جراء خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أشارت الوزارة إلى "236 شهيداً، و600 إصابة، وانتشال 502 جثة".
وارتكبت إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة، بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، أسفرت بالإضافة للشهداء والجرحى، عن دمار هائل وكارثة إنسانية، وأضرار بنحو 90% من بنية القطاع، تقدر خسائرها بنحو 70 مليار دولار.