في ختام زيارته إلى لبنان.. بابا الفاتيكان يدعو لوقف الهجمات والتفاوض لأجل السلام
دعا رئيس دولة الفاتيكان البابا ليو الرابع عشر، اليوم الثلاثاء، إلى وقف الهجمات والأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان، داعياً إلى التفاوض طريقاً للسلام.
جاء ذلك في كلمة للبابا خلال مراسم وداعية في مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بيروت، حضرها رؤساء الجمهورية جوزيف عون، والحكومة نواف سلام، والبرلمان نبيه بري ومسؤولون سياسيون وعسكريون، وحشد من رجال الدين ومواطنون.
وقال البابا ليو: "لنختر جميعاً السلام وليكن طريقنا لا هدفنا فقط"، ولفت إلى أنه تأثّر بزيارته إلى مرفأ بيروت، حيث "دمَّر الانفجار ليس المكان فحسب، بل حياة الكثيرين".
وحيّا البابا جميع مناطق لبنان التي لم يتمكن من زيارتها، مثل مدينة طرابلس وكل محافظة الشمال، والبقاع في الشرق، كما خص بالتحية الجنوب "الذي يعيش حالة من الصراع وعدم الاستقرار"، متمنياً السلام للجميع.
وأطلق البابا ليو نداء يقول: "لتتوقف الهجمات والأعمال العدائية"، وشدد على أن لا فائدة من القتال، "فالأسلحة تقتل، أما التفاوض والوساطة والحوار فتبني"، وقال: "لنختر جميعاً السلام، وليكن السلام طريقنا".
وأعرب البابا عن صعوبة المغادرة، وقال: "وجدتُ هنا شعباً لا يحبُّ العزلة بل اللقاء"، في إشارة للتنوع الطائفي بلبنان.
من جهته، عون خاطب البابا قائلاً: "جئتم حاملين رسالة سلام، وداعين إلى المصالحة ومؤكدين أن لبنان رسالة، وما زال يشكل نموذجاً للعيش المشترك وللقيم الإنسانية التي تجمع ولا تفرق"، وتابع: "وأنا بدوري أقول لكم بأننا سمعنا رسالتكم، وسنستمر في تجسيدها، وهذه الزيارة ستبقى محفورة في ذاكرة لبنان وشعبه".
بعد ذلك، أقلعت طائرة البابا والوفد المرافق له مختتماً زيارته إلى لبنان بعد 3 أيام حافلة باللقاءات الروحية والرسمية، شملت جولات تضامن مع اللبنانيين في معاناتهم، إضافة إلى رسائل واضحة دعت إلى السلام والاستقرار.
وكان البابا دعا في وقت سابق الثلاثاء، خلال "قداس إلهي" نظم في واجهة بيروت البحرية، إلى إيقاظ حلم لبنان الموحّد، حيث يسود السلام والعدل، ليكون "علامة للسلام في المشرق".
وقبل القداس تلا البابا ليو الصلاة الصامتة أمام اللوحة التذكارية التي تحمل أسماء 245 قتيلاً سقطوا ضحية انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020.
والأحد، وصل رئيس الفاتيكان إلى لبنان في زيارة تستغرق 3 أيام، قادماً من تركيا التي حل ضيفاً عليها لمدة 3 أيام أيضاً في أول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه.
وتأتي زيارة البابا في أعقاب تصعيد العدوان الإسرائيلي على لبنان، في إطار خروق متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2024، الذي أنهى عدواناً بدأته إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف مصاب.