الاحتلال يقتحم جنين ونابلس شمالي الضفة.. وتوثيق نحو 2350 اعتداء خلال أكتوبر الماضي
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية الثلاثاء، مناطق متفرقة من جنين ونابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما قالت هيئة حكومية فلسطينية، إن "الجيش والمستوطنين الإسرائيليين نفذوا خلال أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، نحو 2350 اعتداء بالضفة الغربية المحتلة.
واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، مناطق متفرقة من محافظتي جنين ونابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت إذاعة صوت فلسطين (حكومية)، إن جيش الاحتلال اقتحم بلدة قباطية جنوب مدينة جنين، والمنطقة الشرقية من مدينة نابلس.
وأضافت أن "الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية بينها مدرعة إلى بلدة قباطية جنوب جنين، تزامناً مع الاقتحام المستمر"، دون أن تشير إلى اعتقالات أو إصابات.
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، يواصل جيش الاحتلال عملية عسكرية شمالي الضفة بدأها بمخيم جنين ثم انتقلت إلى مخيمي طولكرم ونور شمس، وأسفرت عن تدمير مئات المنازل وتهجير أكثر من 40 ألف فلسطيني.
وفي المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، قالت الإذاعة إن "آليات الاحتلال تقتحم الشارع الرئيسي لمخيم عسكر القديم".
بدورها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن الاحتلال اقتحم عدة بلدات في محافظة نابلس منها بورين وقصرة وروجيب، وجاب شوارعها قبل أن ينسحب منها.
"انتهاكات الاحتلال"
في غضون ذلك اعتبرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في تقرير شهري حول "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري" تنفيذ تلك الانتهاكات خلال الشهر الماضي "استمراراً لمسلسل الإرهاب المتواصل من قبل دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته".
وبيّنت الهيئة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 1584 اعتداء من إجمالي الانتهاكات، في حين نفذ المستوطنون 766 اعتداء في أنحاء متفرقة من الضفة.
وأشارت إلى أن تلك الاعتداءات تراوحت بين "الاعتداء الجسدي المباشر، واقتلاع الأشجار، وحرق الحقول، ومنع قاطفي الزيتون من الوصول إلى أراضيهم، والاستيلاء على الممتلكات، وهدم المنازل والمنشآت الزراعية".
ونقل التقرير عن رئيس الهيئة مؤيد شعبان قوله إن "هذه الانتهاكات المتصاعدة تؤكد أن ما يجري ليس حوادث متفرقة، بل منهجية منظّمة تهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها، وفرض نظام استعماري عنصري متكامل".
وأسفرت انتهاكات المستوطنين إجمالاً عن "استشهاد مواطن على يد مستعمرين (مستوطنين) واقتلاع 1200 شجرة" إضافة إلى محاولتهم إقامة 7 بؤر استيطانية جديدة، وفق ما أورد التقرير.
وعلى صعيد الهدم، قال تقرير هيئة الجدار إن جيش الاحتلال نفذ 25 عملية هدم طالت 28 منشأة، بينها 15 منزلاً مأهولاً، ومنزلين غير مأهولين، و11 منشأة زراعية.
وذكر أن الجيش وزع خلال الشهر المنصرم نحو 30 إخطاراً لهدم منشآت أخرى، دون ذكر تفاصيل.
وأشار إلى استيلاء إسرائيل على 245 دونماً (الدونم يساوي 1000 متر مربع) من أراضي الفلسطينيين، من خلال 13 أمراً عسكرياً، وذلك بهدف إنشاء مناطق عازلة حول مستوطنات.
وأضاف التقرير أن الجهات التخطيطية الإسرائيلية درست خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي 19 مخططاً هيكلياً، بينها "12 مخططاً لمستعمرات الضفة، و7 مخططات لصالح مستعمرات داخل حدود بلدية الاحتلال في القدس".
وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن "مجلس التخطيط الأعلى" سيصدّق في جلسته المقبلة على بناء 1973 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية"، دون ذكر تفاصيل عن عدد المستوطنات التي ستنضم إليها تلك الوحدات.
يأتي ذلك في ظل تصاعد اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين بالضفة الغربية والقدس تزامناً مع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي استمرت لعامين.
وخلال عامي الإبادة، قتل جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة 1065 فلسطينياً وأصاب نحو 10 آلاف آخرين.
بينما خلفت الإبادة في غزة، التي انتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكثر من 68 ألف شهيد وما يزيد على 170 ألف جريح، ودمار طال 90% من البنى التحتية المدنية.