الاحتلال يصعِّد حملات الاعتقال في الضفة ويواصل "مسح اللجوء" عبر تدمير المخيمات
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة في عدد من مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، طالت عشرات الفلسطينيين، تخللتها عمليات اقتحام وتحقيق ميداني، في الوقت الذي يواصل عمليات الهدم في مخيمات الضفة.
وأفاد شهود عيان بأن الاقتحامات تركزت في مخيم عايدة شمالي بيت لحم، وبلدة المغير شرقي رام الله، ومخيم بلاطة شرقي نابلس، والحي الشرقي في مدينة جنين.
وحسب الشهود، اعتقلت قوات الاحتلال نحو 30 فلسطينياً في بلدة المغير، واحتجزتهم داخل أحد المنازل قبل الإفراج عن معظمهم بعد تحقيق ميداني، ثم اعتقال اثنين منهم. كما شهد مخيم عايدة حملة اعتقالات طالت ما لا يقل عن 20 مواطناً.
وتتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في محافظتي جنين وطولكرم منذ 21 يناير/كانون الثاني، حيث تنفذ قوات الاحتلال اعتقالات جماعية، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية، واحتجاز مواطنين رهائن.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت الحي الشرقي في جنين واعتقلت عدداً من الشبان، وأصابت ثلاثة آخرين في قرية دير غزالة. وأضافت أن الاحتلال اعتقل نحو 230 مواطناً منذ بدء العدوان، وتسبب في تهجير أكثر من 21 ألفاً من سكان مخيم جنين.
كما حذرت بلدية جنين، حسب "وفا"، من أن الاحتلال أخطرَ بهدم 66 بناية في المخيم، ما يعادل نحو 300 منزل، في ظل منع الأهالي من الوصول إلى منازلهم. وأوضحت البلدية أن الاحتلال جرف 100% من شوارع المخيم، ونحو 80% من شوارع مدينة جنين، وتسبَّب في تهجير سكان 3200 منزل.
في السياق ذاته، يتواصل التصعيد العسكري في مدينة طولكرم ومخيميها، خصوصاً مخيم نور شمس، إذ أفادت "وفا" بأن قوات الاحتلال أجبرت من تبقى من العائلات على النزوح القسري، ودمّرت أكثر من 396 منزلاً بشكل كلي، و2573 منزلاً بشكل جزئي، ما أدى إلى تهجير أكثر من 4000 عائلة.
وأشارت إلى أن الاحتلال يواصل فرض حصار على الأحياء والمخيمات، وتحويل عدد من المباني إلى نقاط عسكرية، في ظل عمليات دهم وتفتيش مستمرة.
وفي تقرير نشره موقع "Ynet" العبري، الأربعاء، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية عن أن الجيش يعمل على إعادة تشكيل الواقع الهندسي لمخيمات اللاجئين، خصوصاً جنين وطولكرم ونور شمس، بهدف تحويلها إلى أحياء مدنية تسهل المناورة العسكرية فيها.
وذكرت أن القيادة الوسطى في الجيش ناقشت تعميم هذه الخطة على المخيمات الثمانية عشر في الضفة الغربية، في خطوة تحمل أبعاداً أمنية ونفسية، تهدف إلى طمس "رواية اللجوء" التي تُعد ركناً أساسياً في الهوية الوطنية الفلسطينية.
من جانبها، حذرت السلطات الفلسطينية من أن هذا العدوان الممنهج يأتي في إطار مخطط حكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، ما من شأنه أن يُجهز على حل الدولتين.
ومنذ بدء الحرب على غزة، صعّدت إسرائيل والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 938 فلسطينياً، وإصابة نحو 7000، واعتقال نحو 15700 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وفي ظل دعمٍ أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 163 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن أكثر من 14 ألف مفقود، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.