جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السيسي في احتفال وزارة الأوقاف المصرية بليلة القدر، الذي أُقيم في العاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وقال السيسي: "أجدد التأكيد أن مصر ستظل تبذل كل ما في وسعها لدعم القضية الفلسطينية العادلة، والسعي الحثيث لتثبيت وقف إطلاق النار والمضي في تنفيذ باقي مراحله".
مضيفاً: "ندعو الشركاء والأصدقاء إلى حشد الجهود من أجل وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة".
في المقابل، حمّلت حركة حماس في بيان لها، الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية "إفشال" جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، واعتبرت أن استئناف العمليات العسكرية في غزة كان "قراراً مبيَّتاً".
وتزامن ذلك مع ما نشرته صحيفة معاريف العبرية، التي أفادت بعدم وجود مقترحات جديدة حالياً بشأن اتفاق تهدئة في القطاع، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعدّ لبدء المرحلة التالية من عملياته العسكرية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رسمي إسرائيلي –لم تُسمِّه– أن المرحلة المقبلة تهدف إلى "زيادة الضغط على حركة حماس ودفع قادتها إلى إبداء مرونة تجاه الخطة المقترحة من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ المقترح الأمريكي يشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة 50 يوماً مقابل إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة، يليها بدء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.
وتقدّر تل أبيب وجود 59 محتجزاً إسرائيلياً في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، فيما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي مارس/آذار الجاري، قالت حماس إنها لم ترفض مقترح ويتكوف، وإن نتنياهو استأنف حرب الإبادة على غزة لإفشال الاتفاق.
ومنذ استئنافها الإبادة في غزة، في 18 مارس/آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى الأربعاء 830 فلسطينياً وأصابت 1787 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة في القطاع.
وقالت الأمم المتحدة إنّ قرابة 124 ألف فلسطيني نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة وأصدرت "أوامر الإخلاء".
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.
ورغم التزام حركة حماس بنود الاتفاق، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.

















