عشرات القتلى في كردفان.. والبرهان من بورتسودان: نرفض أي حل لا يتضمن تفكيك الدعم السريع

شدّد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الاثنين، على أن أي حل لوقف الحرب في بلاده لا يتضمن تفكيك قوات الدعم السريع وتجريدها من السلاح "هو أمر مرفوض تماماً".

By
رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان

​ جاء ذلك خلال خطاب للبرهان في مدينة بورتسودان (شرق) في أثناء مشاركته في "تأبين شهداء" حركة جيش تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور (غرب) مني أركو مناوي، الذين قتلوا في الحرب ضد "الدعم السريع".

وبعد فترة من اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، انضم إلى القتال مع الجيش عدد من الحركات المسلحة بدارفور الموقعة على اتفاق سلام مع الخرطوم، بينها "حركة جيش تحرير السودان" بقيادة مناوي.

وأفرزت الحرب بين الجيش و"الدعم السريع" أزمة إنسانية متفاقمة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.

وقال البرهان، إن "الخيارات والحلول باتت محدودة بسبب حجم الدماء والشهداء والمعاناة في مناطق واسعة من السودان، وخاصة في دارفور والفاشر (غرب)".

وأضاف أن "أي حل أو مبادرة لا يتضمن تفكيك المليشيا المتمردة الإرهابية (الدعم السريع) وتجريدها من السلاح هو أمر مرفوض لدينا تماماً"، مردفاً: "هذه قناعة راسخة".

وتابع: "لدينا حل واحد، وهو زوال المليشيا، ونتعهد بالقصاص من المجرمين والقتلة الذين ارتكبوا كل أنواع الجرائم التي لا يستحقون بعدها أن يعيشوا معنا في السودان".

عشرات القتلى في كردفان

وفي سياق متصل، قُتل 40 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون في قصف استهدف منطقة كُمو بجنوب كردفان، وفق ما أفادت مصادر محلية وحقوقية، اليوم الاثنين.

وقال كافي كالو، من أهالي بلدة هيبان، لوكالة الصحافة الفرنسية، عبر تطبيق واتساب، "سمعنا أن طائرة ضربت كُمو، ذهبت إلى هناك، حيث يعيش أقاربي، ورأيت النيران مشتعلة في مدرسة التمريض، والناس تحاول إطفاءها"، وأضاف "خرجت 40 جنازة من كُمو".

وفي سبتمبر/أيلول 2025، طرحت الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، خطة تدعو إلى هدنة إنسانية بالسودان لمدة 3 أشهر، تمهيداً لوقف دائم للحرب، ثم عملية انتقالية جامعة خلال 9 أشهر، تقود نحو حكومة مدنية مستقلة.

ورغم مواصلة "الدعم السريع" ارتكاب جرائم بحق المدنيين وتوسيع رقعة سيطرتها بولايات دارفور وكردفان (جنوب)، أعلن قائدها محمد حمدان "حميدتي"، موافقته على هدنة من طرف واحد لمدة 3 أشهر.

بينما تحفّظ البرهان، على خطة الرباعية التي قدمها مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، لأنها "تلغي وجود الجيش، وتحل الأجهزة الأمنية، وتبقي المليشيا المتمردة في مناطقها" التي احتلتها.

لكن الحكومة السودانية تؤكد في الوقت ذاته أنها لا تمانع التفاوض وفقاً لخريطة طريق قدمتها الخرطوم للأمم المتحدة، وتشترط في هذا الإطار انسحاب "قوات الدعم السريع" من المدن والمنشآت المدنية كافة، حتى يعود عشرات آلاف النازحين إلى مناطقهم.