"الحرية المؤجلة".. TRT عربي توثق 43 عاماً من الاعتقال في فيلم جديد عن رغيد الططري
بثّت قناة TRT عربي في 27 نوفمبر/تشرين الثاني فيلمها الوثائقي "رغيد الططري: الحرية المؤجلة" الذي يروي قصة الطيار السوري رغيد الططري، أحد أصحاب أطول فترات الاعتقال في تاريخ سوريا، بعد أن قضى 43 عاماً في سجون نظام الأسد البائد.
ويرافق الفيلم بطله في رحلة تمتد من طفولته وشبابه وصولاً إلى لحظات اعتقاله وما تلاها، متناولاً مراحل أساسية من حياته، مثل قصة حبه وزواجه واختياره مهنة الطيران الحربي، إضافة إلى الظروف التي غيّرت مسار حياته.
ويعتمد العمل على أسلوب بصري وثائقي يمزج بين الماضي والحاضر، مستكشفاً عمق التجربة الإنسانية للططري، ومقدّماً شهادات لعائلته وأصدقائه الذين عايشوا محنته من زوايا مختلفة.
ويتنقل الفيلم بين أماكن متعددة ليعيد بناء ملامح تلك الرحلة الطويلة، متعمقاً في مشاعر الططري الداخلية وما تركته سنوات الاعتقال من أثر نفسي وجسدي.
كما يبرز الوثائقي الذي يسلّط الضوء على واحدة من أطول تجارب الاعتقال في التاريخ السوري، رؤية إخراجية شاعرية تعتمد على لقطات درامية وشهادات حيّة تعكس حجم المعاناة والأمل في آن واحد.
واختتمت TRT عربي عملها الوثائقي برسالة تحمل الأمل والتفاؤل بعد عقود من الألم، مؤكدة أن إنتاج الفيلم يندرج ضمن جهودها لتوثيق قصص إنسانية مؤثرة من العالم العربي وإيصالها إلى الجمهور بطرح بصري احترافي وإنساني.
رغيد الططري في سطور
رغيد أحمد الططري، طيّار سوري من مواليد دمشق في 25 ديسمبر/كانون الأول 1954، التحق بالكلية الجوية عام 1972 وتخرّج فيها بعد ثلاث سنوات، ليخدم في عدد من الأسراب العسكرية التابعة لسلاح الجو السوري.
اعتُقل الططري عام 1981 بتهمة "التحريض على عدم تنفيذ الأوامر العسكرية"، وهي تهمة شكلية، كانت كافية في زمن البطش لطمس أي صوت حر خلف جدران المعتقلات لعقود طويلة.
وبحسب "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، فقد اعتُقل الططري قبل بلوغه سن السابعة والعشرين، وزُجّ به في سجون النظام السوري، فقد تنقّل بين عدة معتقلات، من بينها سجون إدارة المخابرات العامة وسجن المزة وتدمر وصيدنايا وعدرا المركزي، قبل أن يُنقل لاحقاً إلى سجن السويداء.
وجاء الإفراج عنه في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، يوم سقط فيه النظام، وفرّ فيه بشار الأسد هارباً، بعد أن استكملت فصائل الثورة السورية سيطرتها على العاصمة دمشق، منهيةً حقبة سوداء امتدت 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 عاماً من استبداد آل الأسد.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000-2024)، الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970-2000).