شهيد في قباطية وعشرات المصابين والمعتقلين في طوباس ومناطق اقتحام الاحتلال بالضفة
قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، شاباً فلسطينياً، خلال اقتحام بلدة قباطية، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك تزامناً مع عدوان موسع يشنه في محافظة طوباس منذ الصباح، أدى إلى إصابة 10 واعتقال 70 وإجبار عشرات العائلات على إخلاء منازلهم.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب "استشهاد الشاب أسامة ياسر محمد كميل (20 عاماً) برصاص الاحتلال في بلدة قباطية" جنوب مدينة جنين (شمال)، دون تفاصيل، لكن شهود عيان أوضحوا، أن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة ودَهَمت عدة منازل وفتشتها، فاندلعت مواجهات أطلق خلالها الجنود النار تجاه شبان رشقوه بالحجارة، ما أدى إلى استشهاد الشاب.
وأصيب شاب فلسطيني، مساء الأربعاء، برصاص جيش الاحتلال خلال اقتحامه مدخل مخيم شعفاط شرق القدس، حيث دَهَم نادي مخيم شعفاط الرياضي ورهّب الأطفال والتحقيق مع رئيس النادي ونائبه.
من جهة ثانية، ذكرت إذاعة صوت فلسطين (حكومية) أن مواجهات اندلعت مع جيش الاحتلال خلال اقتحام قرية السيلة الحارثية، شمال غرب جنين، دون أن تشير إلى وقوع إصابات. كما أفادت الإذاعة باقتحام عدة بلدات شمالي الضفة منها سِبسطية، شمال غرب مدينة نابلس، وأوصرين جنوب شرق المدينة، وقِفين شمال مدينة طولكرم.
وأضافت أن الاقتحامات طالت أيضاً قريتي كُفر مالك، شمال شرق مدينة رام الله (وسط)، وحوسان غرب مدينة بيت لحم (جنوب) حيث اعتقل الجيش شاباً.
استمرار العملية في طوباس
وبالإضافة إلى قتله 3 فلسطينيين، اعتقل جيش الاحتلال في العملية العسكرية التي اقتحم فيها مدينة طوباس وبلدتي طمون وعقابا ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، 60 فلسطينياً وأصاب 10 آخرين وأجبر عشرات العائلات على إخلاء منازلهم، في العملية العسكرية التي بدأها صباح الأربعاء، في محافظة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني أن عناصرها تعاملوا مع 10 إصابات ناجمة عن اعتداء بالضرب المبرح، حيث نُقل 4 مصابين إلى المستشفى، بينما تلقى 6 آخرون العلاج ميدانياً. وأفادت الطواقم بأن الجيش الإسرائيلي عرقل عملها بشكل واضح في المحافظة خلال نقل 30 حالة مرضية، بينها 20 مريضاً يحتاجون جلسات غسيل كلى، وحالة وفاة نُقلت من داخل أحد المنازل إلى المستشفى.
وأشارت إلى أن العمل الميداني لا يزال مستمراً رغم استمرار الاقتحام وانتشار القوات الإسرائيلية في محيط مدينة طوباس وبلدة طمون التي تتركز فيها العملية.
وقال محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد، إن قوات الجيش "نفذت عمليات تخريب واسعة داخل المنازل"، شملت تحطيم محتويات وتخريب مركبات ووقوع أضرار في البنية التحتية.
وقال نادي الأسير الفلسطيني (أهلي) في بيان، إن "عمليات التّحقيق الميداني والاعتقال الإسرائيلية بمحافظة طوباس طالت منذ فجر اليوم نحو 60 مواطناً، بينهم أطفال، وعوائل شهداء، وأسرى سابقون". وأضاف أن "الاحتلال خلال عدوانه المستمر على محافظة طوباس، نفذ عمليات تخريب وتدمير واسعة للبنى التحتية، ويأخذ من منازل المواطنين ثكنات عسكرية".
وحاول جيش الاحتلال تبرير عداونه الموسع المستمر منذ صباح الأربعاء، على محافظة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، إذ ساق بعض الأسباب الأمنية المعتاد عليها وبينها "رصد محاولات تمركز عناصر إرهابية".
وبينما تحدث الجيش الإسرائيلي عن شق أمني للعملية وهو "القضاء على مخربين" وفق تعبيره، حذر مراقبون فلسطينيون من أهداف غير معلنة للعدوان وهو المضي في توسيع الاستيطان والدفع نحو تهجير الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن العملية في شمال الضفة تقودها 3 ألوية هي لواء منشه ولواء الشومرون ولواء الكوماندوز.
أما صحيفة معاريف فقد نقلت عن مصادر في الجيش أن العملية جاءت عقب رصد ارتفاع في محاولات تنفيذ عمليات فلسطينية خلال الأسابيع الماضية، ورصد حراك يهدف إلى إعادة تشكيل كتائب مسلحة.
وذكر جيش الاحتلال أن قوات خاصة تمشط عشرات المباني وتحقق مع فلسطينيين مشتبه فيهم بالمنطقة، مؤكداً أن العملية ستتواصل "لمنع ترسخ الإرهاب وإزالة أي تهديد أمني"، على حد قوله.
من جهتها قالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، في بيان، إن مستوطنين اقتحموا لليوم الرابع على التوالي، مساكن عائلة البعران الفلسطينية في تجمع المهتوش البدوي قرب الخان الأحمر شرق القدس. وأشارت إلى قيام المستوطنين بتدمير سياج أحد منازل العائلة خلال هذه الاقتحامات المتواصلة.
وأوضحت أن المستوطنين يداهمون المنطقة بشكل متكرر، في اعتداءات تهدف إلى خلق حالة من الترهيب والضغط على الأهالي.
وباستشهاد الشاب كميل في جنين، يرتفع عدد الفلسطينيين الذي قتلوا في تصعيد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة إلى أكثر من 1083، إضافة إلى نحو 11 ألف مصاب وأكثر من 20 ألفاً و500 معتقل.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين تل أبيب وحركة حماس في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 حيز التنفيذ، مُنهياً إبادة إسرائيلية استمرت عامين وخلّفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب.