الجيش السوداني يحرز تقدماً في كردفان وسط أوضاع إنسانية متدهورة لآلاف النازحين في الفاشر

أعلن الجيش السوداني مساء الثلاثاء، إحراز تقدم نوعي في محاور القتال بإقليم كردفان بعد معارك مع "الدعم السريع"، مؤكداً تكبيدها خسائر كبيرة والسيطرة على مواقع حيوية وإعادة الانتشار فيها.

By
الجيش السوداني يعلن إحرازه تقدما نوعيا في محاور القتال بولايات إقليم كردفان جنوبي البلاد

وقال الجيش في بيان: "تمكنت القوات المسلحة اليوم (الثلاثاء) من تحقيق تقدم نوعي في جميع محاور كردفان، بعد معارك بطولية خاضتها تشكيلات من القوات المسلحة والمشتركة وقوات الإسناد".

وأضاف أن قواته "تمكنت من تنفيذ المهام بكفاءة عالية وكبّدت مليشيا الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، كما تم تأمين عدد من المواقع الحيوية وإعادة الانتشار وفق الخطة الموضوعة"، دون توضيح ماهيتها.

يأتي إعلان الجيش بعد ساعات من تأكيد القوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة معه استعادة السيطرة على منطقتي جبل أبو سنون وأبو قعود الاستراتيجيتين غربي مدينة الأُبَيِّض بولاية شمال كردفان، موضحة أن تلك المواقع كانت تمثّل نقاط إمداد مهمة لـ"الدعم السريع".

كما أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي تحقيق القوات المشتركة "انتصاراً" على "الدعم السريع" في مناطق عدة بشمال كردفان.

من جهتها، ذكرت "الدعم السريع" في بيان أنها تصدت لهجمات للجيش على جبل أبو سنون ومناطق أخرى غرب الأُبَيِّض، فيما كانت أعلنت سابقاً أنها حققت تقدماً في أم سيالة التي قال الجيش إنه استعاد السيطرة عليها الاثنين.

وتأتي هذه التطورات عقب سيطرة الجيش خلال الأيام الماضية على منطقتي كازقيل وأم دم حاج أحمد شمال كردفان.

وبانفتاح محاور سيطرة الجيش من الأُبَيِّض نحو الشمال والجنوب والغرب، يشكل ذلك، وفق مراقبين، ما يشبه قوساً ممتداً باتجاه إقليم دارفور الذي تسيطر "الدعم السريع" على ولاياته الخمس، باستثناء أجزاء من شمال دارفور.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.

ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر "الدعم السريع" على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل/نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13مليون شخص.

وفي السياق الإنساني، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء، إن آلاف الأسر الفارة من الفاشر وصلت إلى مدينة طويلة بشمال دارفور وهي "منهكة وجائعة وتعاني أوضاعاً قاسية". وأشار بيانها إلى تدفق يومي للنازحين وسط نقص حاد في الغذاء وانهيار الخدمات الصحية، لافتة إلى تسجيل نحو 7 آلاف مفقود منذ اندلاع الحرب، وتسهيل مئات الاتصالات لمساعدة الأسر في التعرف على ذويها.

وتقول منظمة الهجرة الدولية إن عدد النازحين من الفاشر منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول تجاوز 100 ألف شخص، بينما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الحرب الدائرة بين الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل/نيسان 2023 تسببت في مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص في أنحاء السودان.