وفي بيان للحركة قال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع، إن "إغلاق الاحتلال طريق صلاح الدين هو انقلاب تام على الاتفاق، وإمعان في حصار غزة وتشديد الخناق على أهلها"، مضيفاً أن غزة تتعرض لإبادة جماعية وحصار وتجويع، من دون أي اعتبار "لحرمة شهر رمضان أو مراعاة للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية".
وتابع القانوع أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تدمير الحياة في غزة بدعم أمريكي وصمت دولي، مع تنصله من الالتزامات التي تعهد بها سابقاً، مؤكداً أن أي مقترح يهدف للدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق ووقف دائم للحرب سيكون محل نقاش وترحيب من الحركة.
كما شدّد على أن حماس منفتحة على أي جهود تسهم في وقف إراقة الدماء، لكنها ترى أن استمرار الحرب لا يخدم سوى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستقبله السياسي، فضلاً عن تعريض حياة الأسرى في غزة للخطر.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه "بدأ عملية برية محددة ودقيقة" في وسط قطاع غزة وجنوبه، ضمن حربه المستمرة منذ أكثر من 16 شهراً.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عبر منصة تليغرام: "خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بدأت قوات جيش الدفاع عملية برية محدودة دقيقة بوسط قطاع غزة وجنوبه، بهدف توسيع منطقة التأمين وخلق منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه" ، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية "وسّعت سيطرتها مجدداً على محور نتساريم".
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الاحتلال أغلق أجزاءً من شارع صلاح الدين، في خطوة اعتبرتها وسيلة ضغط إضافية على حماس وسكان غزة.
ومحور "نتساريم" أقامه الاحتلال الإسرائيلي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023 خلال الإبادة الجماعية بقطاع غزة ليعزل محافظتي غزة والشمال عن مناطق وسط وجنوب القطاع، ما أجبر نحو مليون فلسطيني على النزوح إلى جنوب وادي غزة تحت وطأة القصف المكثف.
ويمتد المحور من أقصى الحدود الشرقية لقطاع غزة وصولاً إلى شاطئ البحر غرباً، ويتقاطع مع شارع صلاح الدين الرئيسي، قبل أن ينسحب الجيش الإسرائيلي منه في فبراير/شباط الماضي، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية التي تنصلت منها إسرائيل لاحقاً.
وبعد الانسحاب، تراجع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى شرق شارع صلاح الدين، ما سمح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم، لكنه عاد الأربعاء، وتوغل مجدداً في الشارع ذاته.
وفي وقت سابق الأربعاء، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، الفلسطينيين في قطاع غزة بمزيد من الإبادة، معتبراً أن "القادم أصعب بكثير".
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها الجماعية بغارات جوية عنيفة وواسعة النطاق استهدفت المدنيين؛ ما أسفر عن 436 شهيداً وأكثر من 678 إصابة حتى الأربعاء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبنهاية 1 مارس/آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.
وأراد نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت حماس ببدء المرحلة الثانية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت إجمالا أكثر من 161 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.














